الجمعة، 18 أبريل 2014

التغيير الإسلامى فى نفوس كثير من الشباب


التغيير الإسلامي اليوم في مفاهيم كثير من الشباب يفتقر إلى تأصيل شرعي تتوازن فيه المصالح والمفاسد ساعة الإقدام أو الإحجام ، وأرى في هذا قصوراً في فهم الواقع المعاش ، وخللاً في فهم مقاصد الإسلام من عملية التغيير ذاتها ، وأحسب أن قصة عبد الله بن حذافة رضي الله عنه أفضل ما يمكن إيراده عند مناقشة هذه الظاهرة لدى هؤلاء الشباب فإنه رضي الله عنه بكى من غير جزع حين قرر الملك الروماني إلقاءه في قدر يغلي بزي......ت متمنياً أن لو كانت له أكثر من نفس تعذب في سبيل الله ، ولكنه في الوقت ذاته رضي بتقبيل رأس الملك بعد أن اشترط عليه إطلاق أسرى المسلمين ، ولقد مدح عمر بن الخطاب رضي الله عنهما صنيعه هذا وكافأه بتقبيل رأسه حيث قال : (حق على كل مسلم أن يقبِّل رأس عبد الله بن حذافة ، وأنا أبدأ ، فقام فقبل رأسه) . هذا الموقف من عبد الله بن حذافة رضي الله عنه بكل ما فيه من إخلاص ، وصدق وتضحية يبرز لنا من جانب آخر قدراً عالياً من فقهه في حمل الرسالة الإسلامية فلم تكن الدعوة في ذهنه تعني فقط إجادة الموت في سبيل الله ، ولكن أيضاً تعني إجادة الحياة في سبيل الله ؛ والافتقار إلى هذا النوع من الفقه يعني خللاً في العمل الإسلامي ، واعتماده يعني اقتفاءً لجيل الصحابة ؛ وواقعنا الإسلامي أشد ما يكون حاجة إلى هذا الفقه ، ومن ثَمّ تصريف العمل الإسلامي وفق قدرات الذات في مغالبة تحديات هذا الواقع ومجاهدته .
د .جلال الدين صالح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق