الاثنين، 19 يونيو 2023

حال السلف فى عشر من ذى الحجة

حال السلف في الطاعة في الـ١٠ من ذي الحجة.! كان السلف الصالح يجتهدون اجتهادا شديدا في الطاعات في عشر ذي الحجة خصوصا: • الإجتهاد بأنواع العبادات: • كان سعيد بن جُبير إذا دخلَت أيَّام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يَكاد يَقدر عليه . سنن الدارمي ٢/ ٤١ • إحياء ليالي العشر بالقيام: • عن سعيد بن جبير قال: لا تُطفئوا سُرجكم ليالي العشر . • صيام أيام العشر كلها او بعضها كعرفة : • قال سعيد بن جبير يقِّظوا خدمَكم يتسحَّرون لصوم يوم عرَفة . سير أعلام النبلاء ٤/ ٣٢٦ • روي عن الحسَن البصري أنَّه قال: صيام يَومٍ من العشر يعدِل شهرين. الدر المنثور ٨/ ٥٠١ • قال عمر بن الخطاب: لا بأس بِقضاء رمضان في العشر . • وكان الحسَن البصري: يَكره أن يتطوَّع بصيامٍ وعليه قضاء من رمضان إلاَّ العشر. • العمرة في عشر ذي الحجة: • عن أبي معن قال: رأيتُ جابر بن زيد وأبا العالية اعتمرا في العشر. • الاعتكاف : كان الحافظ ابن عساكر يَعتكف في شهر رمضان، وعشر ذي الحجَّة.

حال السلف فى عشر من ذى الحجة

حال السلف في الطاعة في الـ١٠ من ذي الحجة.! كان السلف الصالح يجتهدون اجتهادا شديدا في الطاعات في عشر ذي الحجة خصوصا: • الإجتهاد بأنواع العبادات: • كان سعيد بن جُبير إذا دخلَت أيَّام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يَكاد يَقدر عليه . سنن الدارمي ٢/ ٤١ • إحياء ليالي العشر بالقيام: • عن سعيد بن جبير قال: لا تُطفئوا سُرجكم ليالي العشر . • صيام أيام العشر كلها او بعضها كعرفة : • قال سعيد بن جبير يقِّظوا خدمَكم يتسحَّرون لصوم يوم عرَفة . سير أعلام النبلاء ٤/ ٣٢٦ • روي عن الحسَن البصري أنَّه قال: صيام يَومٍ من العشر يعدِل شهرين. الدر المنثور ٨/ ٥٠١ • قال عمر بن الخطاب: لا بأس بِقضاء رمضان في العشر . • وكان الحسَن البصري: يَكره أن يتطوَّع بصيامٍ وعليه قضاء من رمضان إلاَّ العشر. • العمرة في عشر ذي الحجة: • عن أبي معن قال: رأيتُ جابر بن زيد وأبا العالية اعتمرا في العشر. • الاعتكاف : كان الحافظ ابن عساكر يَعتكف في شهر رمضان، وعشر ذي الحجَّة.

فضل العشر من ذى الحجة

بسم الله الرحمن الرحيم أفضل أيام الدنيا أيام العشر من ذى الحجة ... فاغتنموا .. إغتنموا ..إغتنموا قبل فوات الأوان. " فضل أيام العشر من ذي الحجة ويوم عرفة والنحر" الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبى بعدة محمد وأله وصحبة * عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ما من أيام العمل الصالح فيها احب إلى الله من هذه الأيام – يعنى أيام العشر – قالوا يا رسول ولا الجهاد في سبيل الله قال : ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ } ( رواه البخاري وأبو داود) واللفظ لأبى داود * قال ابن حجر رحمه الله : {في هذا الحديث تفضيل بعض الأزمنة على بعض كالأمكنة وفضل أيام عشر ذى الحجة على غيرها } وقال رحمة الله :- " أستدل بهذا الحديث على فضل صيام عشر ذى الحجة لإندراج الصوم في العمل " وقال رحمة الله { الذى يظهر فى امتياز عشر ذى الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها وفى الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يأتى ذلك فى غيره }. ( فتح البارى / 533:534/2) *وعن هنيدة بن خالد عن امراته عن بعض أزواج النبى صلى الله علية وسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم :{ كان لا يدع صيام تسع ذى الحجة } ( رواه أبوا داود وهو حسن ) *وفى المسند والسنن عن حفصة : " أن النبى صلى الله علية وسلم " {كان لا يدع صيام عاشوراء ، والعشر ، وثلاثة أيام من كل شهر }( وفى اسناده اختلاف) * وعن عائشة رضى الله عنها قالت : { ما رأيت رسول الله صلى الله علية وسلم صائماًَ العشر قط } وفى رواية ( فى العشر قطاًَ ) (رواه مسلم والترمذى والنسائى ) *فحديث حفصة يثبت الصوم فى العشر وحديث عائشة ينفى الصوم فيها *فالقاعدة عندنا : أن المثبت مٌقدم على النفى ولعل عائشة سمعت فروت ما سمعته ورأته . *وقال أحمد رحمه الله :- أن عائشة أرادت أنه لم يصم العشر كاملاًَ وحفصة :- أرادت أنه كان يصوم غالبة فيصام بعضه ويفطر بعضه . وفى حديث جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم بإسناد ضعيف قال :- { أفضل أيام الدنيا أيام العشر } قالوا : يا رسول الله ولا مثلهن في سبيل الله قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفر وجههُ بالتراب ( رواه البزار والطماوى وهو مرسل ) وقال تعالى : [والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر ] فأقسم الله تعالى بالفجر وهو فجر يوم النحر كما قال مجاهد وغيره وليال عشر : هى العشر من ذى الحجة وهو قول ابن عباس وغيره وقاله جمهور المفسرين من السلف وقال تعالى [ وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاًَ وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ] (سورة الحج ) * قال ابن عباس : المعلومات هى العشر من ذى الحجة والمعدودات هى أيام التشريق ليال العشر أوقات الإجابة فبادر رغبة تلحق ثوابة ألا لاوقت للعمال فيه ثواب الخير أقرب للإصابة من أوقات الليالى العشر فشمر واطلبن فيها الإنابة ** ومن أهم الأعمال في هذه الأوقات الفاضلة :- 1- آداء الحج والعمرة :- فقد ثبت عنه (ص) انه قال في حديث أبى هريرة الصحيح يا رسول الله {آي العمل أفضل قال : إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حجْ مبرور } متفق عليه * وعن الترمذى والنسائي عن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله علية وسلم :- {تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة } 2- المحافظة على الذكر والطاعة والتسبيح والتهليل في هذه الأيام لقوله تعالى {ويذكروا الله فى أيام معلومات } (سورة الحج) وقد كانا عبد الله بن عمرو وآبى هريرة وبعض السلف يخرجون إلى السوق فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم حتى ثالث أيام التشريق وهو رابع يوم من العيد عصراًَ ينتهي فكانوا يقولون ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد) 3- المحافظة على الصلاة فى جماعة حيث ينادى بها وكذلك سننها الرواتب فقد سئل النبى صلى الله علية وسلم أى العمل أفضل : قال ( الصلاة على وقتها ) وكذلك الرواتب فقد قال صلى الله عليه وسلم : { من صلى لله ثنتى عشرة ركعة فى اليوم والليلة بنى الله له بيتاًَ فى الجنة } وهما (ركعتين قبل سنة الصبح قبله- وأربع قبل فرض الظهر واثنين بعده – وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء ) وما كان ثلى الله علية وسلم يترك صلاة الضحى وصلاة الوتر لا فى سفر ولا فى حضر ( وأقل الضحى ركعتين وأكثره ثمانى ركعات – وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشر ركعة ) 4- قراءة القران الكريم وختمه فى هذه الأيام فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قال {الماهر بالقران مع السفرة الكرام البررة } وكذلك صلة الأرحام وسلامة الصدر من الأحقاد والغل والحسد للمسلمين والدعاء للمسلمين وقد ثبت أنه قال ( خير الناس أنفعهم للناس ) وخير البر وأعظمة بر الوالدين وصلة القرابة . 5- التوبة و الإنابة والإخبات لله رب العالمين " وبشر المخبتين " جنحت شمس حياتى وتدلت للغروب وتولى ليل رأسى وبدا فجر الذنوب وأنلنى العفو يا أقرب من كل قريب يوم عرفة اليوم المشهود فى الدنيا • مشهود بالملائكة وبمباهات الله لملائكته بأهل عرفة ودنوه سبحانه منهم • فهو يوم الرحمة يوم الغفران يوم العتق من النيران يوم الدعاء التضرع لله رب العالمين * فعن عائشة زوج النبى صلى الله علية وسلم ورضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما من يوم أكثر من ان يعتق الله فيه عبداًَ من النار من يوم عرفه وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء } ( رواه مسلم ) * وعن قتادة عن النبي صلى الله علية وسلم قال : {صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبلة والتى بعده } (رواه مسلم وأبو داود وغيرهما ) منزلة عرفة عند السلف الصالح رضى الله عنهم * لقد كان سلفنا الصالح يعرفون منزلة يوم عرفة وقد ظهر ذلك من أفعالهم وأقوالهم * فهذا حكيم بن جزام : فقد كان رضى الله عنه يعتق مائة رقبة عشية عرفة وينحر مائة بدنة يوم النحر ، ويطوف بالكعبة ويقول : " لا إله إلآ الله وحده لا شريك له . نعم الرب ونعم الإله . أحبه وأخشاه ( المستطرف للأبشيهى )جـــ1 صــــ33 وهذا عبد الله بن جعفر : " حج عبد الله بن جعفر ومعه ثلاثون راحلة وهو يمشى عى رجليه حتى وقف بعرفات فأعتق ثلاثين مملوكاًَ وحملهم على ثلاثين راحلة وأمر لهم بثلاثين ألف درهم وقال : أعتقتهم لله تعالى لعله يعتقنى من النار " ( نفس المصدر) شروط الأضحية :- 1- أن تكون سالمة من العيوب فلا تكون عرجاء ولا عمياء ( لا تبصر ) ولا تكون هزيلة . 2- أن تكون وقت السن فالإبل خمس سنوات والبقر سنتين والماعز سنة والماشية ستة أشهر (6) * عن جابر بن عبد الله أنه قال : { نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة } رواه مسلم تحذير من بيع جلد الأضحية :- فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم عند الحاكم وصححه قال : { من باع جلد أضحيته فلا أضحية له } كتبه أبو عمار حماده بن موسى غفر الله له ولوالديه وللمسلمين أجمعين

الجمعة، 13 أغسطس 2021

شهر الله المحرم وصيام عاشوراء شهر الله المحرم

 أبو عمار حماده موسى 

غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين

وأدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب 

يكتب عن شهر الله المحرم 1443هجرية 

-------------------------------------------

ِصيام شهر الله المحرم وبداية عام

************************

عن أبى هريرة < قال : قال رسول الله @ ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) (مسلم ) 

عن أبى ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله @ (صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه) متفق عليه 

عن أبى قتادة < ان رسول الله @ ( سئل ذات يوم عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية ) 

رواه مسلم . 

وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال( قال رسول الله @ : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) رواه مسلم 

قال المناوى : ( أفضل الصيام بعد شهر رمضان ) أى أفضل الشهور لله ( شهر الله ) . 

وقال الزمخشرى:( أضافة إليه عز أسمه تعظيما له وتفخيما وخص بهذه الإضافة دون بقية الشهور مع أن فيها أفضل منه إجماعا لأنه أسم إسلامى فان اسمه فى الجاهلية صفر الأول وبقية الشهور متحدة الأسماء جاهلية وإسلامية ) . 

وقال ابن رجب : الحديث صحيح أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وقد يراد به أفضل شهر تطوع بصيامه كاملا بعد رمضان . 

وأفضل الاشهر الحرم المحرم كما قال الحسن : أن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهر حرام فليس شهر فى السنة بعد رمضان أعظم عند الله من المحرم .

وأفضل شهر فى السنة عشره الأول كما قال أبو غسان النهدى فآخر السنة ذو الحجة وأول السنة المحرم فيكون قد ختم الله السنة بالطاعة وأفتتحها بالطاعة فيرجى أن تكتب له السنة بالطاعة .

قال ابن المبارك : من ختم نهاره بذكر كتب نهاره كله ذكر يشير إلى أن الأعمال بالخواتيم . 

وقد سمى النبى @ المحرم شهر الله واضافته إلى تدل على فضله وشرفه فان الله لا يضيف إليه إلا الخواص من مخلوقاته . 

صوم يوم عاشوراء

روى البخاري عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:( ما رأيت النبى@ يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان ) . 

وعن عائشة رضى الله عنهما قالت:( وكان يوم عاشوراء تصومه قريش فى الجاهلية وكان رسول@ يصومه فى الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ) رواه البخارى . 

قال الامام الشافعى : عقب حديث عائشة لا يحتمل قول عائشة ترك عاشوراء بمعنى يصح الا ترك ايجاب صومه إذ علمنا أن كتاب الله بين لهم أن شهر رمضان المفروض صومه وأبان لهم ذلك@ . 

صفة صيام النبى @ لعاشوراء

أربعة حالات

الاولى : أنه كان يصومه بمكه ولا يأمر الناس بالصوم 

كما فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: (كان عاشوراء تصومه قريش فى الجاهلية : وكان رسول الله@ يصومه فى الجاهلية فلما قدم إلى المدينه صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ) .

الثانية : أن النبى @ لما قدم المدينه ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به صامه وأمر الناس بصيامه وأكد بصيامه والحث عليه حتى كان يصومون أطفالهم . 

ففى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قدم رسول الله @ المدينه فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله @ : ( ما هذا اليوم الذى تصومونه ) فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامـه وأمر بصيامه شكر لله فنحـن نصومه فقال رسول الله @ : ( فنحن أحق وأولى بموسى منكم ) وصامه @ وأمر بصيامه . 

والرأى الراجح أنه كان فرضا وواجبا فى هذه الحالة . 

وفى الصحيحين عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:( أرسل رسول الله @ غداة عاشوراء إلى قرى الانصار التى حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد ذلك نصوم ونصوم صبياننا الصغار منهم أن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم ) . 

الحالة الثالثة : لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبى@ أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده . 

روى مسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله @ ( إن عاشوارء كان يصام فى الجاهلية فلما جاء الإسلام من شاء صامه ومن شاء تركه ) . 

الحالة الرابعة : عزم النبى@ فى آخر عمره على أن لا يصومه مفردا بل يضم إليه يوم آخر مخالفة لأهل الكتاب فى صيامه . 

فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال:( حين صام رسول الله@ يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يارسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله@ لو كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله@ .

وعنه ايضا قال@ :( صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله وما بعده يوم ) رواه أحمد فى مسنده وحسنه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله . 

وممن رأى صيام التاسع والعاشر الأئمة الشافعى وأحمد اسحاق وكره أبو حنيفه إفراد العاشر وحده وذكر الشافعى فى كتاب الأم إستحباب صوم الثلاثة وذكر الحنابلة أنه إن اشتبه على المسلم أول الشهر صام ثلاثة أيام ليتقين صومها . 

والخلاصة أن صوم عاشوراء على ثلاث مراتب . 

أدناها ان يصام وحده وأعلاها أن يصام معه التاسع وأعلاهما أن يصام الحادى عشر معه . 

والبدع التى فيه : الإكتحال والإختضاب والإغتسال فموضوع لا يصح التوسعة على العيال لا يصح عن رسول الله @ , 

وأما إتخاذه الرافضة لأجل قتل الحسين بن على رضى الله عنهما مأتما فهو من عمل من ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا فما أمر الله ولا رسوله@ بإتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف بمن دونهم .


كتبه : ابو عمار (( حماده موسى )) غفر الله له ولوالديه وللمسلمين .

فى غرة محرم 1443هجرية 

يوليو 2021م

الجمعة، 13 مارس 2020

وقفة مع آية "وأنزلنا من السماء ماء طهورا"

بسم الله الرحمن الرحيم
       وقفة مع آيه
"وأنزلنا من السماء ماء طهورا"
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً
        ثُمَّ أمَّا بعد ........

{وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان : 48]
وقال تعالى:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [الفرقان : 50]


 وهو الذي أرسل الرياح التي تحمل السحاب، تبشر الناس بالمطر رحمة منه، وأنزلنا من السماء ماء يُتَطَهَّر به؛ لنخرج به النبات في مكان لا نبات فيه، فيحيا البلد الجدب بعد موات، ونُسْقي ذلك الماء مِن خَلْقِنا كثيرًا من الأنعام والناس.


( 48 )   وهو الذي أرسل الرياح التي تحمل السحاب، تبشر الناس بالمطر رحمة منه، وأنزلنا من السماء ماء يُتَطَهَّر به؛ لنخرج به النبات في مكان لا نبات فيه، فيحيا البلد الجدب بعد موات، ونُسْقي ذلك الماء مِن خَلْقِنا كثيرًا من الأنعام والناس.

وقال تعالى فى الآية:

( 50 )   ولقد أنزلنا المطر على أرض دون أخرى؛ ليذكر الذين أنزلنا عليهم المطر نعمة اللّه عليهم، فيشكروا له، وليذكر الذين مُنعوا منه، فيسارعوا بالتوبة إلى اللّه - جل وعلا- ليرحمهم ويسقيهم، فأبى أكثر الناس إلا جحودًا لنعمنا عليهم، كقولهم: مطرنا بنَوْء كذا وكذا.

وقال الشيخ الطنطاوى فى تفسيره الوسيط:

وأنزلنا من السماء ماء طاهرا في ذاته، مطهرا لغيره، سائغا في شربه، نافعا للإنسان والحيوان والنبات والطيور وغير ذلك من المخلوقات.

ووصف- سبحانه- الماء بالطهور زيادة في الإشعار بالنعمة وزيادة في إتمام المنة، فإن الماء الطهور أهنأ وأنفع مما ليس كذلك.


وقال تعالى بالأنفال:

{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال : 11]

   إذ يُلْقي اللّه عليكم النعاس أمانًا منه لكم من خوف عدوكم أن يغلبكم، وينزل عليكم من السحاب ماء طهورًا، ليطهركم به من الأحداث الظاهرة، ويزيل عنكم في الباطن وساوس الشيطان وخواطره، وليشدَّ على قلوبكم بالصبر عند القتال، ويثبت به أقدام المؤمنين بتلبيد الأرض الرملية بالمطر حتى لا تنزلق فيها الأقدام.

وكذلك فى تفسير قوله تعالى:

قال الجمل: في قوله: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ ثلاث قراءات سبعية.

الأولى: يغشاكم كيلقاكم، من غشيه إذا أتاه وأصابه وفي المصباح: غشيته أغشاه من باب تعب بمعنى أتيته- وهي قراءة أبى عمرو وابن كثير.

الثانية: يغشيكم- بإسكان الغين وكسر الشين- من أغشاه. أى أنزله بكم وأوقعه عليكم- وهو قراءة نافع- الثالثة: يغشيكم- بتشديد الشين وفتح الغين وهي قراءة الباقين- من غشاه تغشية بمعنى غطاه.

أى: يغشيكم الله النعاس أى يجعله عليكم كالغطاء من حيث اشتماله عليكم.

والنعاس على القراءة الأولى مرفوع على الفاعلية، وعلى الأخيرتين منصوب على المفعولية. وقوله: «أمنة» حال أو مفعول لأجله .

وقال القرطبي: وكان هذا النعاس في الليلة التي كان القتال من غدها، فكان النوم عجيبا مع ما كان بين أيديهم من الأمر المهم، ولكن الله ربط جأشهم.

وقال القرطبي: وكان هذا النعاس في الليلة التي كان القتال من غدها، فكان النوم عجيبا مع ما كان بين أيديهم من الأمر المهم، ولكن الله ربط جأشهم.

وعن على- رضى الله عنه- قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد على فرس أبلق، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلى حتى أصبح.

وفي امتنان الله عليهم بالنوم في هذه الليلة وجهان: - أحدهما: أن قواهم بالاستراحة على القتال من الغد.

الثاني: أن أمنهم بزوال الرعب من قلوبهم: كما يقال: الأمن منيم، والخوف مسهر» «2» .

وقال ابن كثير: وجاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يوم بدر في العريش مع الصديق، وهما يدعوان، أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة من النوم. ثم استيقظ متبسما، فقال: «أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع» . ثم خرج من باب العريش وهو يتلو قول الله- تعالى- سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ .

والمعنى: واذكروا- أيها المؤمنون- أيضا، وقت أن كنتم متعبين وقلقين على مصيركم في هذه المعركة، فألقى الله عليكم النعاس، وغشاكم به قبل التحامكم بأعدائكم، ليكون أمانا لقلوبكم، وراحة لأبدانكم، وبشارة خير لكم.

هذا، ومن العلماء الذين تكلموا عن نعمة النعاس التي ساقها الله للمؤمنين قبل المعركة، الإمامان الرازي ومحمد عبده.

أما الامام الرازي فقد قال ما ملخصه: واعلم أن كل نوم ونعاس لا يحصل إلا من قبل الله- تعالى- فتخصيص هذا النعاس بأنه من الله لا بد فيه من مزيد فائدة، وذكروا في ذلك وجوها: منها: أن الخانف إذا خاف من عدوه فإنه لا يأخذه النوم، وإذا نام الخائفون أمنوا.

فصار حصول النوم لهم في وقت الخوف الشديد، يدل على إزالة الخوف وحصول الأمن.

ومنها: أنهم ما ناموا نوما غرقا يتمكن معه العدو من معافصتهم، بل كان ذلك نعاسا يزول معه الإعياء والكلال، ولو قصدهم العدو في هذه الحالة لعرفوا وصوله، ولقدروا على دفعه.

ومنها: أنه غشيهم هذا النعاس دفعة واحدة مع كثرتهم، وحصول النعاس للجمع العظيم في الخوف الشديد أمر خارق للعادة. فلهذا السبب قيل: إن ذلك النعاس كان في حكم المعجز .

وقال الإمام محمد عبده: لقد مضت سنة الله في الخلق، بأن من يتوقع في صبيحة ليلته هولا كبيرا، ومصابا عظيما، فإنه يتجافى جنبه عن مضجعه فيصبح خاملا ضعيفا. وقد كان المسلمون يوم بدر يتوقعون مثل ذلك، إذ بلغهم أن جيشا يزيد على عددهم ثلاثة أضعاف سيحاربهم غدا فكان من مقتضى العادة أن يناموا على بساط الأرق والسهاد.. ولكن الله رحمهم بما أنزل عليهم من النعاس: غشيهم فناموا، واثقين بالله، مطمئنين لوعده، وأصبحوا على همة ونشاط في لقاء عدوهم وعدوه.. فالنعاس لم يكن يوم بدر في وقت الحرب بل قبلها» .

وبذلك نرى أن النعاس الذي أنزله الله تعالى- على المؤمنين قبل لقائهم بأعدائهم في بدر كان نعمة عظيمة ومنة جليلة.

وقوله- تعالى-: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ معطوف على قوله يُغَشِّيكُمُ وهو- أى: إنزال الماء من السماء نعمة عظمى تحمل في طياتها نعما وسننا.

أولها: يتجلى في هذه الجملة الكريمة، أنه- سبحانه- أنزل على المؤمنين المطر من السماء ليطهرهم به من الحدثين: الأصغر والأكبر، فإن المؤمن- كما يقول الإمام الرازي- «يكاد يستقذر نفسه إذا كان جنبا، ويغتم إذا لم يتمكن من الاغتسال، ويضطرب قلبه لأجل هذا السبب .

وثانيها: قوله- تعالى-: ويذهب عنكم رجز الشيطان» .

وأصل الرجز: الاضطراب ويطلق على كل ما تشتد مشقته على النفوس.

قال الراغب: أصل الرجز الاضطراب، ومنه قيل رجز البعير رجزا فهو أرجز، وناقة رجزاء إذا تقارب خطوها واضطرب لضعفها..» .

والمراد برجز الشيطان: وسوسته للمؤمنين، وتخويفه إياهم من العطش وغيره عند فقدهم الماء وإلقاؤه الظنون السيئة في قلوبهم.

أى: أنه- سبحانه- أنزل عليكم الماء- أيها المؤمنون- ليطهركم به تطهيرا حسيا وليزيل عنكم وسوسة الشيطان، بتخويفه إياكم من العطش وبإلقائه في نفوسكم الظنون والأوهام.. وهذا هو التطهير الباطني.

وثالثها قوله- تعالى-: وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ أى: وليقويها بالثقة في نصر الله، وليوطنها على الصبر والطمأنينة.. ولا شك أن وجود الماء في حوزة المحاربين يزيدهم قوة على قوتهم، وثباتا على ثباتهم، أما فقده فإنه يؤدى إلى فقد الثقة والاطمئنان، بل وإلى الهزيمة المحققة.

وأصل الربط: الشد. ويقال لكل من صبر على أمر: ربط قلبه عليه، أى: حبس قلبه عن أن يضطرب أو يتزعزع، ومنه قولهم: رجل رابط الجأش. أى: ثابت متمكن.

ورابع هذه النعم التي تولدت عن نزول الماء من السماء على المؤمنين، قبل خوضهم معركة بدر، يتجلى في قوله- تعالى- وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ.

أى: أنه- سبحانه- أنزل عليهم المطر قبل المعركة لتطهيرهم حسيا ومعنويا، ولتقويتهم وطمأنينتهم، وليثبت أقدامهم به حتى لا تسوخ في الرمال، وحتى يسهل المشي عليها، إذ من المعروف أنه من العسير المشي على الرمال، فإذا ما نزلت عليها الأمطار جمدت وسهل السير فوقها، وانطفأ غبارها.. فالضمير في قوله بِهِ يعود على الماء المنزل من السماء.

قال الزمخشري: ويجوز أن يعود للربط- في قوله وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ، لأن القلب إذا تمكن فيه الصبر والجراءة ثبتت القدم في مواطن القتال.

هذا، وقد وردت آثار متعددة توضح ما اشتملت عليه هذه الآية الكريمة من نعم جليلة،

ومن ذلك ما جاء عن ابن عباس أنه قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم يعنى حين سار إلى بدر- والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة- أى كثيرة مجتمعة- فأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ، فوسوس بينهم، تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلون مجنبين؟ فأمطر الله عليهم مطرا شديدا، فشرب المسلمون وتطهروا، وأذهب الله عنهم رجز الشيطان، وثبت الرمل حين أصابه المطر، ومشى الناس عليه والدواب، فساروا إلى القوم..» .

وعن عروة بن الزبير قال: بعث الله السماء وكان الوادي دهسا فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما لبد لهم الأرض ولم يمنعهم من المسير، وأصاب قريشا ما لم يقدروا على أن يرحلوا معه» .

ومن هذا القول المنقول عن عروة- رضى الله عنه- نرى أن المطر كان خيرا للمسلمين، وكان شرا على الكافرين، لأن المسلمين كانوا في مكان يصلحه المطر، بينما كان المشركون في مكان يؤذيهم فيه المطر.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

ابو عمارحماده موسى