الجمعة، 13 أغسطس 2021

شهر الله المحرم وصيام عاشوراء شهر الله المحرم

 أبو عمار حماده موسى 

غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين

وأدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب 

يكتب عن شهر الله المحرم 1443هجرية 

-------------------------------------------

ِصيام شهر الله المحرم وبداية عام

************************

عن أبى هريرة < قال : قال رسول الله @ ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) (مسلم ) 

عن أبى ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله @ (صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه) متفق عليه 

عن أبى قتادة < ان رسول الله @ ( سئل ذات يوم عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية ) 

رواه مسلم . 

وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال( قال رسول الله @ : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) رواه مسلم 

قال المناوى : ( أفضل الصيام بعد شهر رمضان ) أى أفضل الشهور لله ( شهر الله ) . 

وقال الزمخشرى:( أضافة إليه عز أسمه تعظيما له وتفخيما وخص بهذه الإضافة دون بقية الشهور مع أن فيها أفضل منه إجماعا لأنه أسم إسلامى فان اسمه فى الجاهلية صفر الأول وبقية الشهور متحدة الأسماء جاهلية وإسلامية ) . 

وقال ابن رجب : الحديث صحيح أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وقد يراد به أفضل شهر تطوع بصيامه كاملا بعد رمضان . 

وأفضل الاشهر الحرم المحرم كما قال الحسن : أن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهر حرام فليس شهر فى السنة بعد رمضان أعظم عند الله من المحرم .

وأفضل شهر فى السنة عشره الأول كما قال أبو غسان النهدى فآخر السنة ذو الحجة وأول السنة المحرم فيكون قد ختم الله السنة بالطاعة وأفتتحها بالطاعة فيرجى أن تكتب له السنة بالطاعة .

قال ابن المبارك : من ختم نهاره بذكر كتب نهاره كله ذكر يشير إلى أن الأعمال بالخواتيم . 

وقد سمى النبى @ المحرم شهر الله واضافته إلى تدل على فضله وشرفه فان الله لا يضيف إليه إلا الخواص من مخلوقاته . 

صوم يوم عاشوراء

روى البخاري عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:( ما رأيت النبى@ يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان ) . 

وعن عائشة رضى الله عنهما قالت:( وكان يوم عاشوراء تصومه قريش فى الجاهلية وكان رسول@ يصومه فى الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ) رواه البخارى . 

قال الامام الشافعى : عقب حديث عائشة لا يحتمل قول عائشة ترك عاشوراء بمعنى يصح الا ترك ايجاب صومه إذ علمنا أن كتاب الله بين لهم أن شهر رمضان المفروض صومه وأبان لهم ذلك@ . 

صفة صيام النبى @ لعاشوراء

أربعة حالات

الاولى : أنه كان يصومه بمكه ولا يأمر الناس بالصوم 

كما فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: (كان عاشوراء تصومه قريش فى الجاهلية : وكان رسول الله@ يصومه فى الجاهلية فلما قدم إلى المدينه صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ) .

الثانية : أن النبى @ لما قدم المدينه ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به صامه وأمر الناس بصيامه وأكد بصيامه والحث عليه حتى كان يصومون أطفالهم . 

ففى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قدم رسول الله @ المدينه فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله @ : ( ما هذا اليوم الذى تصومونه ) فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامـه وأمر بصيامه شكر لله فنحـن نصومه فقال رسول الله @ : ( فنحن أحق وأولى بموسى منكم ) وصامه @ وأمر بصيامه . 

والرأى الراجح أنه كان فرضا وواجبا فى هذه الحالة . 

وفى الصحيحين عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:( أرسل رسول الله @ غداة عاشوراء إلى قرى الانصار التى حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد ذلك نصوم ونصوم صبياننا الصغار منهم أن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم ) . 

الحالة الثالثة : لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبى@ أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده . 

روى مسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله @ ( إن عاشوارء كان يصام فى الجاهلية فلما جاء الإسلام من شاء صامه ومن شاء تركه ) . 

الحالة الرابعة : عزم النبى@ فى آخر عمره على أن لا يصومه مفردا بل يضم إليه يوم آخر مخالفة لأهل الكتاب فى صيامه . 

فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال:( حين صام رسول الله@ يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يارسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله@ لو كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله@ .

وعنه ايضا قال@ :( صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله وما بعده يوم ) رواه أحمد فى مسنده وحسنه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله . 

وممن رأى صيام التاسع والعاشر الأئمة الشافعى وأحمد اسحاق وكره أبو حنيفه إفراد العاشر وحده وذكر الشافعى فى كتاب الأم إستحباب صوم الثلاثة وذكر الحنابلة أنه إن اشتبه على المسلم أول الشهر صام ثلاثة أيام ليتقين صومها . 

والخلاصة أن صوم عاشوراء على ثلاث مراتب . 

أدناها ان يصام وحده وأعلاها أن يصام معه التاسع وأعلاهما أن يصام الحادى عشر معه . 

والبدع التى فيه : الإكتحال والإختضاب والإغتسال فموضوع لا يصح التوسعة على العيال لا يصح عن رسول الله @ , 

وأما إتخاذه الرافضة لأجل قتل الحسين بن على رضى الله عنهما مأتما فهو من عمل من ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا فما أمر الله ولا رسوله@ بإتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف بمن دونهم .


كتبه : ابو عمار (( حماده موسى )) غفر الله له ولوالديه وللمسلمين .

فى غرة محرم 1443هجرية 

يوليو 2021م