د/ ناجح يكتب " عبود الزمر.. ليس يرجم إلا ما له ثمر"
الشيخ عبود الزمر لا يزايد على ثباته ورجولته أحد فقد مكث في السجن ثلاثين عاما ً كاملة.. ضاربا ً رقما ً قياسيا ً لم يبلغه أحد من الحركة الإسلامية كلها بما فيها الإخوان أو غيرهم من الجماعات والحركات.. حتى فاق نيلسون مانديلا نفسه الذي مكث 27 عاما ً كاملة..
والغريب أنه عندما تحدث العالم كله عن نيلسون مانديلا قبل الإفراج عنه مباشرة كان أحد الإخوة يمزح معنا مناديا ً ومتوقعا ومناديا ً:
كرم مانديلا .. ناجح مانديلا .. عبود مانديلا.. فقد توقع في أوائل الثمانينات أن يمكث هؤلاء سنوات طويلة جدا ً في السجون ولكنه لم يتوقع أن يعيش هؤلاء معاني التسامح والرحمة مثل مانديلا.. ولكنه كان فألا ً حسنا ً إذ أن هؤلاء الثلاثة بالذات أزعم أن جزء ً كبيرا ً من حياة مانديلا تكرر معهم.
كرم مانديلا .. ناجح مانديلا .. عبود مانديلا.. فقد توقع في أوائل الثمانينات أن يمكث هؤلاء سنوات طويلة جدا ً في السجون ولكنه لم يتوقع أن يعيش هؤلاء معاني التسامح والرحمة مثل مانديلا.. ولكنه كان فألا ً حسنا ً إذ أن هؤلاء الثلاثة بالذات أزعم أن جزء ً كبيرا ً من حياة مانديلا تكرر معهم.
وكان أكثر الثلاثة بقاء ً في السجون هو الشيخ عبود الزمر فقد تعنت معه اللواء/ حبيب العادلي دون مبرر حقيقي فشخصية الشيخ عبود الزمر الحقيقية غير عنيفة بل ومتسامحة وقد عشت معه سنوات طويلة.. وكان اللواء/ العادلي يريد أن يبقيه لمدة أربعين عاما ً كاملة في السجن.. ولعله الآن ندم على ما فعله معه.. فقد كان من أرق وأحن العسكريين الذين سجنوا معنا.. وكان خلوقا ً بطبعه ومن أسرته دون تكلف.. وكان رحيما ً دوما ً في اختياراته وكريما ً غاية الكرم هو وزوجته الفاضلة "أم الهيثم" التي وقفت إلي جواره وقفة المرأة المسلمة المصرية الأصيلة التي لا تتخلي عن زوجها مهما كانت الظروف.
وكنت كلما زرته أنا والشيخ كرم في السجن يستحي أن يتحدث عن نفسه أو أن يذكرنا بالإفراج المستحق عنه ويشهد الله أنني والشيخ كرم بذلنا كل جهدنا للإفراج عنه في عهد مبارك.. ولم يكن الشيخ كرم يتحدث أبدا ً عن محاولات كثيرة بذلها لأنه كان يقول لي دائما ً: ما أفعله مع أحد هو لوجه الله ولا أرجو من أحد شيئا ً.
وقد تعلمت منه هذه النقطة.. وأذكر أنني ذهبت معه عدة مرات إلي مسؤولين كبار وقلنا لهم:
إننا نضمن الشيخ/ عبود ود/ طارق الزمر.. ولكن دون جدوى.. وأعتقد أن الباب مغلقا ًمن مستويات كانت أعلى من اللواء/ حبيب العادلي.. ولكن الأخير كان يمكن أن يفتحها ولكنه أحجم عن ذلك.
وقد تعلمت منه هذه النقطة.. وأذكر أنني ذهبت معه عدة مرات إلي مسؤولين كبار وقلنا لهم:
إننا نضمن الشيخ/ عبود ود/ طارق الزمر.. ولكن دون جدوى.. وأعتقد أن الباب مغلقا ًمن مستويات كانت أعلى من اللواء/ حبيب العادلي.. ولكن الأخير كان يمكن أن يفتحها ولكنه أحجم عن ذلك.
فالرجل الذي كان لا يريد أن يتحدث أبدا ً مع أي أحد عن موضوع الإفراج عنه لا ينبغي أن يزايد عليه الصغار الذين يعيشون رغد العيش ولم يعرف بعضهم بعد معاني الرجولة والوفاء والصبر.. أو أن تكون مسؤولا ً عن الدماء.. وألا تبيع أبناءك في معارك عدمية أو تدخلهم في محرقة يستطيع من لديه أقل حس سياسي أن يدركها.
ثم ما هذه المصادرة على آراء الرجل؟.. لماذا لا تتركون كل أحد يدلي بدلوه ويقول رأيه؟!.. حتى الإسلاميين الكبار تصادرون رأيهم وأنتم خارج السلطة.. فما بالكم لو كنتم في السلطة.
فالآن كل من يقول رأيا ً يخالفكم يتعرض للسباب والشتم واللعن والتكفير والعمالة.. و..و.. و.. ما هذا يا قوم ؟
ما هذه الكراهية التي تزرعونها في كل مكان ؟
هل نسيتم أنكم ستحصدونها أيضا ً؟ ازرعوا الحب حتى تجدوه ؟
ما هذه الكراهية التي تزرعونها في كل مكان ؟
هل نسيتم أنكم ستحصدونها أيضا ً؟ ازرعوا الحب حتى تجدوه ؟
لقد صعقت وأنا أقرأ على الفيس بوك كلمة واحد من هؤلاء كتب على حسابه الشخصي "لو أن محمد حسان دخل الجنة فلا أرغب في دخولها".. إن مثل هذا لن يدخل الجنة فعلا ً.. لأن الجنة هي دار المحبين الودودين المتعاطفين "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ"
إن أجمل صفة تحببني وترغبني في الجنة أنها منزوعة الكراهية والأحقاد وإلا فإن أي نعيم فيها لا قيمة لها.
ماذا فعل أمثال الشيخ عبود والشيخ محمد حسان والحويني وكرم زهدي والمشاري وغيرهم ممن طالهم الشتم والسب.
إن البعض ممن لا بذل له ولا تاريخ يريد أن يشعرنا جميعا ً أنه لم ينزل بعد من على الحصان.. رغم أنه لم يركب الحصان قط.. ويتحدث معك وكأنه على ظهر الدبابة قد فتح القصر الرئاسي وهزم إسرائيل وأنت تمنعه من ذلك.. رغم أنه لم يركب دبابة أبدا ً و"يخاف من ظله".. كما يقول العوام في الصعيد.
وكم على الأرض من خضرا ويابسة وليس يرجم إلا ما له ثمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق