السبت، 10 مايو 2014

قاتل قاتل .. كلمة تسمعها كثيراً أو تجدها على جدران الحوائط مكتوبة فهل هذه الكلمة صحيحة إقرأ بإنصاف وإحكم :حتى لا يزور التاريخ | هل "السيسي" قاتل؟

حتى لا يزور التاريخ | هل "السيسي" قاتل؟

  الأربعاء 07 مايو 2014 | 11:20 م




كتب: ياسر عبد رب الرسول
أحداث فض رابعة، وقع فيها قتل عشوائي لا شك.. لكن من الذي أصدر الأمر بذلك؟

أمامنا ثلاثة احتمالات لا رابع لها:
1- بعض الجنود والضباط أنفسهم هم الذين باشروا ذلك في مواقع معينة بدافع من الكراهية الذاتية للمعتصمين، أو كرد فعل مبالغ على الهجوم عليهم.

2- كان هناك أمر من بعض القيادات الميدانية أو الوسيطة، وترجم هذا الأمر إلى الفعل في بعض مواقع فض الاعتصام دون المواقع الأخرى التي نشاهد فيها تأمين الشرطة لخروج المتظاهرين في المقاطع المنتشرة، مثل هذا:
https://www.youtube.com/watch?v=bZmBKVsW_ms

3- أن هناك أمر (عام) من القيادة العليا بتعميم القتل العشوائي.

الاحتمال الأخير، يلزم منه تصفية (جميع أو أغلب) المعتصمين وعدم نجاة أحد من المجزرة (بحكم فارق القوة).. وهو ما لم يحدث..
كذلك يعارضه نفي السيسي نفسه للقبول أو الرضى بالخسائر في الأرواح أثناء فض الاعتصام، شاهد هذا:
https://www.youtube.com/watch?v=3PdBzSlWHws

والبعض يحتج بأحد المقاطع التي يتحدث فيها السيسي عن عدم تحميل مسؤولية ما يترتب على فض المظاهرات للجنود:
https://www.youtube.com/watch?v=_79G-4sSk1o

وهذا الاجتماع أصلا إنما كان في وقت حكم د.مرسي، والمظاهرات التي كانت تخرج حينها هي المعارضة للإخوان، والتي كان الإخوان حينها يسعون لرفع تسليح الشرطة وتحصينهم قانونيا للتعامل بقوة مع المتظاهرين!
حيث يتكلم أحد الضباط في نفس الاجتماع عن سنتين بعد الثورة وليس 3، ويقول (احنا سلمنا السلطة ورجعنا ثكناتنا):
https://www.youtube.com/watch?v=yk9Zw3G4kF8

فكلامه أيام الإخوان عن مواجهة التظاهرات الغير سلمية والتي كان يستخدم فيها السلاح والمولوتوف والعنف من قبل جماعات البلاك بلوك، وهو بهذا يكون مخلصا للدولة أثناء حكم د.مرسي.
أما التجاوز الذي يصل إلى القتل بدون أن يكون الطرف الآخر مسلحا، فهذا هو ما تضيع فيه الحقيقة، إن كانت تصرفا فرديا أو بأمر من القيادة.

فأي دليل يا عباد الله لديكم في حصر احتمالات صدور الأمر بالقتل العشوائي في رابعة على أنه صدر من السيسي؟ بماذا تجاوبون يوم القيامة وقد أنكر هو قبوله أو رضاه؟

سأذكر لكم قصة تاريخية لنعتبر منها، وكيف تعامل معها أهل السنة والجماعة..
قصة مقتل (الحسين) رضي الله عنه، وحكم أهل السنة على الحاكم في ذلك الوقت (يزيد بن معاوية).
عندما أمر الحاكم (يزيد) قائد جيشه (عبيدالله بن زياد) بالتحرك لمنع (الحسين) من الوصول إلى الكوفة ومناوءته في الحكم، قام (عبيد الله بن زياد) بمحاصرة (الحسين) بعد أن تخلى عنه أهل العراق، وأمره بتسليم نفسه، فطلب الحسين رضي الله عنه أحد ثلاثة اختيارات:
1- أن يتركه يذهب ليضع يده في يد (يزيد بن معاوية) [مع أن عبيد الله المجرم هذا من ضمن قادة يزيد، ولكن لم يعتبر الحسين أن وضع يده في يد يزيد من الخيانة أو تضييع الدين].
2- أن يعود إلى مكة.
3- أن يخرج لأحد ثغور الجهاد.
ورفض عبيد الله إلا أن يسلم الحسين نفسه، فأبى أن يقتل إلا عزيزا رحمه الله ورضي عنه.

السؤال هنا، هل اتهم أهل السنة، يزيدا (القائد الأعلى، الذي أرسل عبيدالله) بدم الحسين؟
اقرأ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله عن يزيد بن معاوية:
"وهو لم يأمر بقتل الحسين ولا أظهر الفرح بقتله... لكن أمر بمنع الحسين رضي الله عنه وبدفعه عن الأمر ولو كان بقتاله، فزاد النواب على أمره... فاعتدى عليه عبيدالله بن زياد، فطلب منهم الحسين رضي الله عنه أن يجيء إلى يزيد أو يذهب إلى الثغر مرابطا أو يعود إلى مكة، فمنعوه رضي الله عنهم إلا أن يستأسر لهم... فقتلوه مظلوما... وكان قتله رضي الله عنه من المصائب العظيمة فإن قتل الحسين وقتل عثمان قبله كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمة وقتلتهما من شرار الخلق عند الله. ولما قدم أهلهم (أهل الحسين ومن معه) رضي الله عنهم على يزيد بن معاوية أكرمهم وسيرهم إلى المدينة وروى عنه أنه لعن ابن زياد على قتله وقال كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين. لكنه مع هذا لم يظهر منه إنكار قتله والانتصار له والأخذ بثأره وكان هو الواجب عليه، فصار أهل الحق يلومونه على تركه للواجب، مضافا إلى أمور أخرى". أ.هـ
يعني الواجب هو مطالبة يزيد بالقيام على حق من قتل على يد قائده، وليس اتهامه بدم الحسين، لأنه لم يرض بذلك.

فما نطالب به الآن هو دفع الديات للمظلومين، أما مسألة القصاص، فلابد فيها من معرفة عين القاتل وعين المقتول، وهذا لا يمكن حاليا، ولكن لن يضيع حق مظلوم، فالله عز وجل قدر تأجيل الفصل النهائي إلى يوم القيامة {وإذا الرسل أقتت، لأي يوم أجلت، ليوم الفصل} فما بالنا لا نرضى بقضاء الله وقدره؟

والآن، دعوني أتوجه بسؤال لأنصار الإخوان، هل إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني قاتل؟ هل حركة حماس قتلة؟

ألم يعارض حكمهم (لأجل سبب ديني) بعض المنتسبين إلى التيارات الجهادية، واعتصموا في مسجد لهم، وقامت حماس بأمر رئيس الوزراء (إسماعيل هنية) بحصارهم في المسجد، ثم اقتحامه وقتلهم جميعا، ثم قامت بدك بيت شيخهم (عبداللطيف موسى) بقاذفات الآر بي جي، بعد أن هرب إلى بيته، وهدمت البيت على من فيه من ذرية ونساء؟

طبعا سيلتمسون لهنية العذر والأعذار، ويدعون أهل قطاع غزة إلى تأييد حماس!! لأن هذا فيه المصلحة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق