الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

رحم الله امرءًا ملك لسانه، وكف يده، وعالج ما في صدره


رحم الله امرءًا ملك لسانه، وكف يده، وعالج ما في صدره
===============================
هاجت فتنة بالكوفة، فعمل الحسن بن الحر (1) طعاما كثيرا، ودعا قراء أهل الكوفة، فكتبوا كتابا يأمرون فيه بالكف، وينهون عن الفتنة، فدعوه، فتكلم بثلاث كلمات، فاستغنوا بهن عن قراءة ذلك الكتاب، فقال: رحم الله امرءا ملك لسانه، وكف يده، وعالج ما في صدره، تفرقوا، فإنه كان يكره طول المجلس . اهـ تهذيب الكمال 6 / 82
_________________
(1) الحسن بن الحر بن الحكم النخعي توفي - رحمه الله - سنة ( 133 هـ ) وكان ثقة في الحديث ، وثقة ابن معين والنسائي وغيرهما .
ومما ورد في ترجمته من نفس المصدر السابق :
عن حسين بن علي الجعفي، يقول: كان الحسن بن الحر يجلس على بابه فإذا مر به البائع يبيع الملح أو الشئ اليسير، لعل الرجل يكون رأس ماله درهما أو درهمين، فيدعوه فيقول: كم رأس مالك؟ وكم عيالك؟ فيخبره، فيقول: درهم أو درهمين (*) أو ثلاثة، فيقول: إن أعطاك إنسان خمسة دراهم تأكلها؟ فيقول: لا، فيعطيه خمسة دراهم، فيقول: هذه اجعلها رأس مالك، واشتر بها وبع، ويعطيه خمسة أخرى فيقول: اشتر بهذه لأهلك دقيقا ولحما وتمرا، وأوسع عليهم حتى يأكلوا ويشبعوا، ويعطيه خمسة أخرى فيقول: هذه اشتر بها قطنا لأهلك ومرهم فليغزلوا، وبع بعضه واحبس بعضه، حتى يكون لهم به مرفق أيضا. أو كما قال: وإذا مر به إنسان مخرق الجيب قال له: يا هذا ها هنا، ثم دعا له إبرة وخيطا فخيط به جيبه، وإن كان مقطوع الشراك ، دعا له باشفا لاصلحه.
_________________
(*) قال الدكتور العلامة بشار عواد معروف في الحاشية في تحقيقه لتهذيب الكمال ط دار الرسالة : ضبب عليها ابن ابن المهندس - نقلا عن المؤلف - إذ الصحيح: درهمان. اهـ
قلت ( أبو الفداء ) : وهذا من باب الأمانة العلمية ، أن ننقل الخطأ اللغوي كما هو ثم نعلق في الحاشية وننبه على هذا الخطأ ، سواء كان من مؤلف الكتاب نفسه أو من النساخ وهذا يظهر بجمع النسخ ومقابلة بعضها ببعض ، وقد نبه على هذا الأمر الدكتور بشار عواد في أحد محاضراته وأيضا في كتبه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق