الأحد، 14 سبتمبر 2014

فلينظر أحدنا إلى عيوب نفسه ( النظر فى عيوب النفس ). من كتاب حرمة أهل العلم


فلينظر أحدنا إلى عيوب نفسه

 ( النظر فى عيوب النفس ). من كتاب حرمة أهل العلم

*****************************************


قال ابن حبان رحمه الله : الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه فكلما اطّلع إلى عيب لنفسه هان عليه مايرى مثله من أخيه وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه ومن عاب الناس عابوه .
قال عون بن عبد الله : لا أحسب الرجل ينظر فى عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه .
قال ابن سيرين رحمه الله : كنا نحدث أن أكثر خطايا الناس أفرغهم لذكر خطايا الناس .
قال أبو عاصم النبيل : لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين لهم .
قال بكر بن عبد الله : إذا رأيت الرجل موكلا بعيوب الناس ناسيا لعيبه فاعلموا أنه قد مكر به .
سمع أعرابيا رجلا يقع فى الناس فقال : قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها .
قال ابن السماك : ينبغى أن يدلك ترك القول على أخيك ثلاث خصال , أحدها : فلعلك أن تذكره بأمر هو فيك فما ظنك بربك إذا ذكرت أخاك بأمر هو فيك . والثانيه : لعلك تذكره بأمر فيك أعظم منه فذلك أشد استحكاما لمقته إياك . والثالثه : لعلك تذكره بأمر قد عافاك الله منه فهذا جزاؤه إذ عافاك . أما سمعت : إرحم أخاك واحمد الذى عافاك .
قال إبراهيم : إنى لأرى الشىء مما يعاب ما يمنعنى من غيبته إلا مخافة أن أبتلى به .
قال ابن مسعود رضى الله عنه : لو سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلبا وإنى أكره أن أرى رجلا فارغا ليس فى عمل أخرة ولا دنيا .
قال الحسن رحمه الله : كانوا يقولون: من رمى أخاه بذنب قد تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به.
قال شريك رحمه الله : سألت إبراهيم بن أدهم رحمه الله عما كان بين على ومعاوية رضى الله عنهما فبكى فندمت على سؤالى إياه فرفع رأسه فقال : إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره
وعن الهيثم بن عبيد الصيدلانى قال : سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج فقال : مه أيها الرجل إنك لو وافيت الأخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج واعلم أن الله عز وجل حكم عدل إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه شيئا فشيئا اخذ للحجاج ممن ظلمه فلا تشغلن نفسك بسب أحد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق