الخميس، 30 أكتوبر 2014

مقتل الحسين ...ورأسة وحقيقة الأمر وعقيدة أهل السنة والجماعة فى هذا !!!!






ال

مقال رقم (1)

عاشوراء والروافض قبحهم الله وكما قيل يقتل القتيل ويمشى فى 

جنازته !!!

قصة مقتل الحسين رضي الله عنه.. ومن قتله 
=====================
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على جميع المسلمين مدى تدليس الكفار سواء كانوا من الرافضة او غيرهم
او اختلاقهم لقصص لا صحة لها ..لاثارة العواطف و البكاء و الصراخ كما يفعل ابناء الجاهلية
وهنا سنضع لكم قصة مقتل الحسين رضي الله عنه ..من موقع الشيخ عثمان الخميس
مقتل الحسين رضي الله عنه للشيخ عثمان الخميس
الشيخ عثمان الخميس
كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي (عليه السلام) فطلب مني بعض الأخوان أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد بن معاوية وذلك سنة 60 هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب. عند ذلك أرسل الحسين (عليه السلام) ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيدالله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين (عليه السلام) فدخل عبيدالله بن زياد إلى الكوفة وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة. فأرسل إلى هانئ بن عروة وسأله عن مسلم بعد أن بيّن له أنه قد علم بكل شيء، قال هانئ بن عروة قولته المشهورة التي تدل على شجاعته وحسن جواره: والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتها فضربه عبيدالله بن زياد وأمر بحبسه.
فلما بلغ الخبر مسلم بن عقيل خرج على عبيدالله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه وذلك في الظهيرة.
فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش من الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط. وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد.
فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن عبيدالله وهذا نص رسالته: ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة وكان مسلم بن عقيل قد أرسل إلى الحسين (عليه السلام) أن أقدم فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم فهذا أبو سعيد الخدري يقول له: يا أبا عبدالله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق قد بلغني أن قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول في الكوفة: والله قد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم بالسهم الأخيب والله ما لهم من نيات ولا عزم على أمر ولا صبر على سيف.
وهذا ابن عمر يقول للحسين: إني محدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا وإنك بضعة منه والله ما يليها أحد منكم أبدا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم فأبى أن يرجع فاعتنقه وبكى وقال: استودعك الله من قتيل.
وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهمّ الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا: لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم.
وكان عبيدالله بن زياد قد أرسل كتيبة قوامها ألف رجل بقيادة الحر بن يزيد التميمي ليمنع الحسين من القدوم إلى الكوفة فالتقى الحر مع الحسين في القادسية. وحاول منع الحسين من التقدم فقال له الحسين: ابتعد عني ثكلتك أمك. فقال الحر: والله لو قالها غيرك من العرب لاقتصصت منه ومن أمه ولكن ماذا أقول لك وأمك سيدة نساء العالمين رضي الله عنها.
ولما تقدم الحسين إلى كربلاء وصلت بقية جيش عبيدالله بن زياد وهم أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد فقال الحسين: ما هذا المكان؟ فقالوا له: إنها كربلاء، فقال: كرب وبلاء.
ولما رأى الحسين هذا الجيش العظيم علم أن لا طاقة له بهم وقال: إني أخيّركم بين أمرين:
1- أن تدعوني أرجع.
2- أو تتركوني أذهب إلى يزيد في الشام.
فقال له عمر بن سعد: أرسل إلى يزيد وأرسل أنا إلى عبيد الله فلم يرسل الحسين إلى يزيد. وأرسل عمر إلى عبيد الله فأبى إلا أن يستأسر الحسين له. ولما بلغ الحسين ما قال عبيد الله بن زياد أبى أن يستأسر له، فكان القتال بين ثلاثة وسبعين مقاتلاً مقابل خمسة آلاف وكان قد انضم إلى الحسين من جيش الكوفة ثلاثون رجلاً على رأسهم الحر بن يزيد التميمي ولما عاب عليه قومه ذلك. قال: والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار. ولاشك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد ولكنها الكثرة وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى لو غيره كفاه قتل الحسن حتى لا يبتلى بدمه رضي الله عنه حتى قام رجل خبيث يقال له شمّر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً. ويقال أن شمّر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم.
وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني ولاشك أنها قصة محزنة مؤلمة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء والترضي.
من قتل مع الحسين في الطف:
من أولاد علي بن أبي طالب: أبوبكر، محمد، عثمان، جعفر، العباس.
من أولاد الحسين: علي الأكبر، عبدالله.
من أولاد الحسن: أبو بكر، عبدالله، القاسم.
من أولاد عقيل: جعفر، عبدالله، عبد الرحمن، عبدالله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبدالله بن جعفر: عون، محمد.
وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين). عن أم سلمة قالت: كان جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم والحسين معي، فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فدنى من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء.. أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بسند حسن. وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دماً وأن الجدر كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.
حكم خروج الحسين:
لم يكن في خروج الحسين عليه السلام مصلحة لا في دين ولا دنيا ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه وهو قد هم بالرجوع لولا أولاد مسلم، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوماً شهيدا. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدر الله كان ولو لم يشأ الناس. وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قدم رأس يحي عليه السلام مهراً لبغي، وقتل زكريا عليه السلام وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى:" قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين".
وكذلك قتل عمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
كيف نتعامل مع هذا الحدث:
لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا لطم الخدود وشق الجيوب.. أخرجه البخاري. وقال: أنا بريء من الصالقة[1] والحالقة والشاقة.. أخرجه مسلم. وقال: إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب وسربالاً من قطران.. أخرجه مسلم.
والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمره الله تعالى:" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون".
وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى لأنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم،،،،،، إن التشبه بالكرام فلاح
موقف يزيد من قتل الحسين:
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق فيزيد لا يهمنا من قريب ولا بعيد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره ولم يسبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول: إنه أهين نساء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك، هذا كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبدالله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط. انتهى
رأس الحسين:
لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه عليه السلام.
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1]الصالقة: هي التي تصيح بصوت مرتفع.
انتهى بحث الشيخ عثمان الخميس ( وهو اكثر شخص يكرهه الروافض بعد ان عرى دينهم )
.................................................. ....................................
وسأضيف اضافة بسيطة وهي

من قتل الحسين؟

نعم هنا يطرح السؤال المهم : من قتلة الحسين : أهم أهل السنة 

؟ أم معاوية ؟ أم يزيد بن معاوية ؟ أم من ؟

إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين .
فقد قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }.
وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة "
{ الاحتجاج للطبرسي }.
ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "
{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا "
{ الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .
ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم
{ تاريخ اليعقوبي 235:1 } .
ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم
{ كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .
فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا
و اخيرا ..... قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله ( وما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذالك فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين , لايقبل الله منه صرفا ولا عــدلا )
=========================
المقال رقم (2)
رأس الحسين مولد وصاحبه غايب
إعداد/ د. محمود المراكبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد: تمر الأيام، وتتابع الشهور، ويأتينا مولد الحسين رضي الله عنه، فيتوافد الآلآف لحضور الليلة الخاتمة، ويرتحل الأحباب والمريدون إلى أهم مولد في مصر، فتقام
الحضرات، وتعقد الندوات، وتروج الأسواق، وتمتلئ صناديق النذور، وقد بدأ هذا التقليد في مصر حين زعم الفاطميون في منتصف القرن السادس الهجري وصول رأس الحسين إلى مصر، ومن المعروف أن الحسين رضي الله عنه قتل في كربلاء وقطع الفجرة رأسه الشريف، سنة 61 هجرية، فلابد أن وراء تأخر وصول الرأس خمس مائة عام، وارتحالها من كربلاء إلى القاهرة، مأساة إنسانية وقصصا وأساطير تلعب فيها الأهواء الدينية، والأغراض والمكاسب السياسية والمادية دورا بارزا، ويلزمنا أن
نكشف الستار من خلال مجموعة مشاهد ولذلك سنرجع إلى الوراء:
المشهد الأول
الزمان: 10 محرم سنة 61 هجرية، المكان كربلاء، موضع يعرف بالطف تعس وشقي أحد هؤلاء: سنان بن أبي سنان أنس النخعي، أو شمر بن ذي الجوشن، أو رجل من مذجح، بقتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما، وأحد سيدي شباب أهل الجنة،
وأحد ريحانتي النبي صلى الله عليه وسلم، وقطع رأسه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير ، وهم أفراد من جيش بعث به عبيد الله بن زياد وأمر عليه عمر بن سعد بن أبي وقاص. وبعثوا بالرأس إلى الشقي عبيد الله بن زياد في الكوفة.
المشهد الثاني: الرأس في الكوفة
وصل الرأس الشريف من كربلاء إلى الكوفة، وشاهد العيان هو الصحابي الجليل أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، الذي يقول: " أتَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا" - كأنه يقبح وجه
الحسين. قَالَ أَنَسٌ : " كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ. ثم أرسل عبيد الله بن زياد بالرأس ومن بقي من أهل بيت الحسين، ومنهم علي بن الحسين، وعمته زينب أخت الحسين رضوان الله عليهما إلى يزيد بن معاوية في دمشق. وهناك رأي يقول: إن عبيد الله بن زياد بعث بالرأس إلى المدينة
مباشرة، والتاريخ والمنطق يرفضانه، فعبيد الله بن زياد ليس بصاحب قرار، إنما الأمر ليزيد بن معاوية في دمشق، ولو كان لعبيد الله أن يسير الرأس إلى المدينة لما بعث بمن بقي من آل الحسين إلى الشام، فلنستكمل مسيرتنا مع الرأس الشريف إلى
دمشق.
المشهد الثالث: الرأس في دمشق
وهناك روايتان حول استقبال يزيد بن معاوية، لمن بقي من آل البيت، إحداهما تتناقلها الشيعة، وهي مليئة بالشماتة بقتل الحسين والكذب على يزيد، حتى إنهم نقلوا فعل عبيد الله بن زياد إلى يزيد، والرواية الثانية هي الثابتة عند أهل
السنة، أنهم لما قدموا على يزيد أدخلهم على عياله، وأحسن استقبالهم، وظهر منه الندم على فعل عبيد الله وهذا يؤكده الطبري قائلا: "ولما حان وقت الرحيل إلى المدينة دعا يزيد بن معاوية علي بن الحسين، ثم قال له: لعن اللَّـه ابن مرجانة
[عبيد اللَّـه بن زياد]، أما واللَّـه لو أني صاحبهما ما سألني (أي الحسين) خصلة أبدا إلا أعطيتها إياه، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولو بهلاك بعض ولدي، ولكن اللَّـه قضى ما رأيت، كاتبني وأَنْهِ كل حاجة تكون لك، قال: وكساهم،
وأرسل معهم رسولاً وأوصى بهم ذلك الرسول"(1).ويقول ابن الجوزي: إن يزيد بن معاوية قال لعلي بن الحسين: "إن أحببت وصلتك ورددتك إلى بلدك، قال: بل تردني إلى المدينة، فوصله ورده"(2)، ويستطرد قائلا: "ثم بعث يزيد بهم إلى المدينة، وبعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص، وهو عامله على المدينة، فكفنه ودفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة، هكذا قال ابن
سعد"(3).ويقول الذهبي في سير أعلام النبلاء: "يقول ابن سعد، عن الواقدي، والمدائني، عن رجالهما، أن محفز بن ثعلبة العائذي قدم برأس الحسين على يزيد، فقال: أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألأمهم، فقال يزيد: ما ولدت أم محفز أحمق
وألأم، لكن الرجل لم يتدبر كلام اللَّـه: قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْـمُلْكِ تُؤْتِي الْـمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْـمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ [آل
عمران-26]، ثم بعث يزيد برأس الحسين إلى متولي المدينة، فدفن بالبقيع عند أمه"(4).يقول ابن الأثير في الكامل: "ثم أرسل ابن زياد رأس الحسين، ورءوس أصحابه مع زحر بن قيس إلى الشام إلى يزيد بن معاوية، ومعه جماعة"،.. كما يؤكد حزن يزيد عند
سماعه مقتل الحسين بقوله: "فدمعت عينا يزيد، وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن اللَّـه ابن سمية، أما واللَّـه، لو أني صاحبه لعفوت عنه، فرحم اللَّـه الحسين، ولم يصله بشيء" (أي لم يكافئ القاتل على فعلته)(5). ويقول ابن
العماد الحنبلي في شذرات الذهب [متوفى سنة 981 هـ] والصحيح أن الرأس المكرم دفن بالبقيع إلى جنب أمه فاطمة، وذلك أن يزيد بن معاوية بعث به إلى عامله بالمدينة عمرو بن سعيد الأشدق، فكفنه ودفنه.وتنقسم الآراء حول رأس الحسين، يقول الرأي الأول: إن الرأس دفن في دمشق، ومن القائلين بذلك ابن أبي الدنيا حيث يقول: "إن الرأس لم يزل في خزانة يزيد بن معاوية حتى توفي، فأخذ من خزانته، فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق"(6). ويؤيده ابن كثير: "ويُعرف مكانه بمسجد الرأس اليوم داخل باب الفراديس الثاني"(7).والرأي الثاني يقول: إن السيدة زينب رضي الله عنها، لا يمكن أن تترك رأس أخيها
عند يزيد، وترضى أن تسافر إلى المدينة بدونه، خاصة وقد تلقت زينب بنت الزهراء وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليم أجمعين ومن معها من آل البيت وعدا من يزيد بن معاوية بإجابة كل ما يطلبونه، ألا يطلب علي زين العابدين رأس أبيه، ألا تطلب الرباب بنت امرئ القيس رأس زوجها؟ أليس المطلب لجميع آل البيت أن يحملوا معهم رأس الحسين إلى المدينة ليدفنوه إلى جوار أمه أينسى آل البيت رأس عميد المنزل النبوي هكذا ويسافرون إلى المدينة؟! إن الفطرة السليمة تقتضي ألا ترتحل قافلة آل البيت إلى المدينة إلا والرأس معهم، إن أحدا لم يلتفت إلى هذه النقطة رغم أنها دليل وحدها، وحجة بذاتها، ويعضدها أن من عادات العرب أن تبعث برأس القتيل إلى قومه، كما أن هناك مصلحة ليزيد نفسه في رد الرأس إلى المدينة، ففي ذلك رسالة لكل من تسول له نفسه بالخروج عليه، وأيضا رسالة لعبد اللَّـه بن الزبير الذي يسير في نفس الخط الذي سار فيه الحسين، كل هذه القرائن والشواهد تؤكد مع الأخبار الصحيحة المنقولة عن انتقال الرأس إلى المدينة ودفنه بالبقيع إلى جوار
أمه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء رضوان اللَّـه عليها.
المشهد الرابع: الرأس في المدينة
يصف الحافظ أبو العلاء الهمداني مشهد وصول الرأس إلى المدينة بقوله: إن يزيد حين قدم عليه رأس الحسين بعث به إلى المدينة، فأقدم إليه عدة من موالي بني هاشم، وضم إليهم عدة من موالي أبي سفيان، ثم بعث بثَقَل(8) الحسين ومن بقي من
أهله معهم، وجهزهم بكل شيء، ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر بها، وبعث برأس الحسين ( إلى عمرو بن سعيد بن العاص، وهو إذ ذاك عامله على المدينة، فقال عمرو: وددت أنه لم يبعث به إليّ، ثم أمر عمرو بن سعيد بالرأس فكفن، ودفن بالبقيع عند
قبر أمه فاطمة عليها السلام، وهذا أصح ما قيل في ذلك، وروى محمد بن سعد، أن يزيد بعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد نائب المدينة، فدفنه عند أمه بالبقيع"(9). وينقل الزبير بن بكار وهو الحافظ النسابة(10) عن محمد بن حسن
المخزومي النسابة مع علمه أنه شديد الضعف في الحديث، إلا أنه نقل عنه خبر حمل الرأس إلى المدينة، والزبير أعلم أهل النسب وأفضل العلماء لهذا السبب.نكتفي بهذا القدر، ونستكمل حديثنا في العدد القادم إن كان في العمر بقية.
--------------------------------
(1) تاريخ الأمم والملوك، لابن جرير الطبري: 232، 23 .
(2) المنتظم في تاريخ الأمم، لابن الجوزي 345:5 .
(3) طبقات ابن سعد، والمنتظم في تاريخ الأمم، لابن الجوزي 344:5 .
(4) سير أعلام النبلاء، للذهبي 3: 317 .
(5) الكامل في التاريخ، لابن الأثير 3: 298 .
(6) ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر بن صالح، وهما ضعيفان.
(7) البداية والنهاية، لابن كثير 713:5 . (8) الثَّقَل: متاع المسافر وحشمه.
(9) البداية والنهاية، لابن كثير 712:5 .
(10) الزبير بن بكار ولد سنة 172 هجرية، وتوفي سنة 256 هـ، ويترجم له الذهبي في
سير أعلام النبلاء 12: 313 بقوله: العلامة الحافظ النسابة قاضي مكة وعالمها،
وهو مصنف كتاب نسب قريش وهو كتاب كبير نفيس، وفي تهذيب التهذيب: قال الخطيب:
كان ثقة ثبتا عالما بالنسب عارفا بأخبار المتقدمين، ومآثر الماضين، ووثقه
الدارقطني".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق