الأحد، 12 أكتوبر 2014

(الحزبية (فرية جديدة ) ومهاجمة الدعوة السلفية





الحزبية (فرية جديدة )

الفرية الجديدة والتى يُهاجم بها أبناء الدعوة السلفية وحزب النور هى نغمة الحزبية, فقد اندهشت لما تعدى أحدهم على شاب من شباب الدعوة ونعته بالحزبية وهو ذاته هذا الشخص وصل إلى البرلمان عن طريق هذا الحزب وهنا لنا سؤال أما كان يدرى أئنذاك أنها حزبية أم الحديث تبعاً للهوى ؟ 
ثم فوجئت بالخوض كثيراً فى هذا الأمر ,لأنه الآن هو التجارة الرابحة لمن يصطادون فى الماء العكرولذلك أردت أن أعرج قليلاً عن معنى الحزبية وكيف أن الكثير منهم يضلل الناس بالمعانى العامة للحزبية وحديثى من خلال القرآن الكريم ومن أراد أن يرد علي لابد أن يصطحب الدليل وفى مقدمته القرآن الكريم 
إن كلمة حزب المفردة جاءت فى القران كله فى ثمان مواضع فى (المائدة ,المؤمنون, الروم, المجادلة أربع مرات, فاطر) وثُنيت مرة واحدة فى (الكهف)وكلها تدل على الطائفة أو الجماعة
وبصيغة الجمع وردت فى أحد عشر موضعاً فى (هود, الرعد , مريم, الأحزاب ثلاث مرات , ص مرتين , غافر مرتين ,الزخرف) وجاءت علماً على سورة مرة واحدة (سورة الأحزاب) وحملت كلها المعنى السلبي للكلمة , ولكن المفاجاءة أن هذه الكلمة إن كانت بصيغة الجمع أو الإفراد لم ترد فى الشرع بمعناها الإصطلاحى المعاصر الدال على حزب سياسي أو تنظيم سياسي ولكن الكثير يدلس فى هذا الأمرفيسقط الكلمة بهذا المعنى على معنى الحزب السياسي لأنهم يعتمدون على أن الكثير من الناس لايقرأون ولا يهتمون بالبحث
والقرآن الكريم استخدم لفظة الحزب تارة للمدح مثل (حزب الله ) وتارة للذم مثل (حزب الشيطان )
وإذا وردت كلمة الأحزاب كانت للذم وإن كانت مفردة كانت للمدح والذم 
وتارة بشكل مطلق (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)
واستدل الكثير بهذه الآية تحديداً على حرمة التعددية الحزبية وعلى فكرة الأحزاب وهذا قول (فيه نظر)
ومن خلال النظر تجد أن هناك ثلاثى إتجاهات فى ذلك:-
الأول : يرى حرمة إنشاء الأحزاب السياسية 
الثانى :يرى مشروعية الحزبية وتعددها دون قيود
الثالث: يرى مشروعية الحزبية وتعددها بشروط منضبطة فى إطار الإلتزام بالشريعة وعدم الخروج عليها
وهذا ما تبناه الكثير من الإسلاميين بعد ثورات الربيع العربي وهناك فتاوى لكبار العلماء فى ذلك
فقد سئل العلامة بن جبرين رحمه الله تعالى:
ما حكم الاندماج في الأحزاب السياسية ؟ فأجاب
يُنظر في أعمال تلك الأحزاب؛ فإذا كانوا على الحق يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المُنكر ويُعلمون الناس ما يجهلونه فلا بأس بالاندماج معهم، فإن كانت تلك الأحزاب سياسية يُقصد منها أمور السياسة الذين يتتبعون أهل الخير فيُذلونهم ويعذبونهم ويتَّهمونهم بأنهم حزبيون أو إرهابيون أو نحو ذلك فنرى أنه لا يجوز العمل في تلك الأحزاب
وسئل كذلك رحمه الله تعالى:
هل الأحزاب والجماعات الإسلامية القائمة اليوم خارجة عن أهل السنة والجماعة أم أنها منهم؟
الأحزاب والجماعات القائمة اليوم فمن كان منهم على هذه العقيدة فهو من أهل السنة، ومن ليس على هذه العقيدة فليس من أهل السنة كالمنافقين الذين يأخذون من تعاليم الإسلام ما يناسبهم ويستبيحون ما لا يناسبهم كإباحة الربا أو الزنا أو سفور النساء أو ترك صلاة الجماعة أو حلق اللحى أو شرب الخمور ونحو ذلك، وكذا الذين يدعون أن الإسلام مقصور على ما في المساجد ويبيحون لأهل الأسواق أن يتصرفوا فيما يريدون ويدَّعون فصل الدين عن الدولة ويبيحون موالاة الكفار ومصادقتهم مع قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وكذا القبوريون الذين يتوسلون بالأموات ويدعون الأولياء ويرفعون القبور ويتعبدون عندها.
وكذلك الأحزاب الذين تفرقوا في العمل ولم يتفرقوا في الاعتقاد فمنهم من فضل الدعوة للعامة للترغيب والترهيب وذكر فضائل الأعمال وتسموا بحزب يخصهم ومنهم من فضل السفر إلى البلاد النائية لدعوة المسلمين إلى التوحيد والعمل به ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وقالوا إن ذلك من الجهاد في سبيل الله، ومنهم من فضل الجلوس في البلاد والاشتغال بالتعليم في الحلقات وبث الوعي بين أفراد الأمة، ومنهم من فضل الدخول في أعمال الدولة ولو كانت الدولة لا تحكم بالشرع إذا رأى أن دخوله يخفف من الشرور بحيث يتولى الإمامة والخطابة والقضاء والفُتيا والتدريس والدعوة بحسب ما يمكنه من ذلك وما يقدر عليه من الصلاحية، فبعض الشر أهون من بعض. والله أعلم.
(فتوى رقم10254 )
وسئلت اللجنة الدائمة عن جواز الدخول فى أحزاب غير إسلامية فى أوربا أو أمريكا فكان الجواب:
من كان لديه بصيرة في الإسلام وقوة إيمان وحصانة إسلامية وبعد نظر في العواقب وفصاحة لسان، ويقوى مع ذلك على أن يؤثر في مجرى الحزب فيوجهه توجيهًا إسلاميًّا - فله أن
يخالط هذه الأحزاب، أو يخالط أرجاهم لقبول الحق؛ عسى أن ينفع الله به، ويهدي على يديه من يشاء فيترك تيار السياسات المنحرفة إلى سياسة شرعية عادلة ينتظم بها شمل الأمة، فتسلك قصد السبيل، والصراط المستقيم، لكن لا يلتزم مبادئهم المنحرفة، ومن ليس عنده ذلك الإيمان ولا تلك الحصانة ويخشى عليه أن يتأثر ولا يؤثر، فليعتزل تلك الأحزاب؛ اتقاء للفتنة ومحافظة على دينه أن يصيبه منه ما أصابهم، ويبتلى بما ابتلوا به من الانحراف والفساد.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
وقال العثيمين رحمه الله تعالى:
إن كان هناك أحزاب كافرة ملحدة سواء كانت تتسمى يالإسلام أو لا؟ لابد أن نقيم حزباً مضاداً لها من باب معالجة الشئ بضده , أما إذا لم يكن أحزاب فلا يجوز أن نتحزب
إذن نخرج من ذلك بعدة أمور :
أولاً :- كلمة الأحزاب فى القرآن تعنى الطائفة أو الجماعة وقد وردت فى معرض الذم والمدح ولم يُقصد بها الحزب بمفهومه اليوم
ثانياً :- لاحرج فى استعمال كلمة حزب لمن يقوم بعمل إسلامى كما قال ابن منظور
(ولا حرج فى استعمل كلمة حزب كعنوان لجماعة إسلامية تقوم بعمل إسلامى)
ثالثا :- جواز التحزب لمن ينصر الدين ويقيم الشريعة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
رابعاً :- جواز الدخول فى أحزاب ولو كانت على غير المرجعية الإسلامية فى غير بلاد المسلمين لتقليل الشر
كما أفتى الشيخ بن جبرين رحمه الله تعالى
خامساً :- يمنع التحزب فى حالة عدم وجود أحزاب ويصير واجباً فى حالة وجود أحزاب تعادى الإسلام ولو كان من يقومون عليها مسلمون
سادساً :- عدم التحزب للحزب لمجرد أنه حزب ولكن لكونه الحزب الذى يدافع عن الدين والشريعة على قدر استطاعته لقوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم)
وختاماً يقول الشيخ أبى الحسن السليمانى :-
أن الحزبية ليست ممدوحة أو مذمومة مطلقاً لذاتها ,بل قد تكون محمودة , وقد تكون مذمومة, والعبرة بالأمر الذى اجتمعوا عليه , وتعاضدوا عليه أو تناصروا من أجله , فإن كان ما اجتمعوا عليه حقاً فهى حزبية محمودة وقد تكون واجبة, وإن كان ما اجتمعوا عليه باطلاً , فهى حزبية مذمومة وقد تكون محرمة (انتهى)
أظن أن ذلك كافياً لمن أراد الحق بصدق ,,
والله من وراء القصد ,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق