الجمعة، 24 يناير 2014

منتصر الزيات وحكمه على حزب النور وآدائه

أ.منتصر الزيات ... يكتب / تحركات حزب النور .. ◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈
  لم يزل حزب النور يحدث تداعياته فى الحياة السياسية المصرية ويقدم كل يوم جديداً يثبت أنه لم يكن «طفرة» أو... «شيئاً عارضاً»، وإنما انفكت السلاسل والقيود عن مواهب تم إقصاؤها بفعل فاعل سنوات طويلة، وأنه مؤهل ليلعب دوراً غائباً فى الحياة السياسية ويقدم للحركة الإسلامية بوجه عام تطبيقاً جديداً قادراً على استلهام خلفية منظومة الأخلاق واستدعائها أثناء - وبسبب- اللعبة السياسية، وأن الأخيرة ليست منفكة بالضرورة عن الأخلاق والتدين، وأن الميكيافيلية مدرسة غربية لا تجد أساساً لها فى النسق الحضارى للإسلام. أهم ما يعجبنى فى حزب النور وأفكاره حرصه على تجلى القيم فى عمله رغم «الكبوات» التى تعرض لها فى عمله السياسى وهو فى طور الإنشاء والتأسيس، واستيعابه لحالات لم تكن فى مستوى الحدث أو مناسبة للمرحلة سرعان ما تخطاها، أيضاً الحرص على صوغ علاقة مناسبة بين القيادات الشرعية للمدرسة السلفية التى توفر له امتداداً جماهيرياً وثقلاً فى الشارع، وبين قياداته السياسية التى تمتلك القدرة على توصيل ذلكم الخطاب الشرعى والسياسى بتوازن إلى رجل الشارع وتتشابك مع كل القوى السياسية الموجودة فى الساحة. أيضا أظهرت أزمته الأخيرة تماسكه وارتفاعه فوق فكرة «الأشخاص» وارتباط الحزب بأى منهم، وجاء الإحلال والتجديد ليكشف عن منظومة الأخلاق تلك فى احترام الجميع لبعضهم البعض، ولم ينشغل الحزب أو قياداته، ولم ينشغل د. عماد عبدالغفور، الرئيس السابق للحزب كذلك، بفكرة التراشق الإعلامى والتباغض وإنما استمر كلاهما فى مشروعه الذى ارتضاه لنفسه، رغم أن أى قريب كان يعلم حقيقة الخلاف وقسوته. كثيرون نراهم فى المشهد السياسى تسلقوا جدار الإعلام ليبسطوا خلافاتهم مع تنظيماتهم أو أحزابهم القديمة، تلك بضاعتهم دون غيرها انشغلوا بها وشغلوا الناس بها. كنت أرقب التجربة عن قرب، باعتبارى متخصصاً فى شأن الحركات الإسلامية، كنت أدرك بحسى وخبراتى أن «فريق النور» جاء ليقدم جديداً نوعياً، كانت هناك مفاجأة برلمانية وسياسية اسمها «أشرف ثابت» قدم نموذجاً للعمل البرلمانى الراقى، رغم أنها كانت الأولى له!! أعتقد أن الجميع لاحظ الأداء السهل للناطق الرسمى للحزب «نادر بكار»، وجاء الصديق القديم «يونس مخيون» ليقود مسيرة الحزب سياسياً فى ظرف بالغ الدقة. اعتقد الجميع أن حزب النور سيقدم مشهداً من مشاهد العلم السلفى والخطابة الدينية، وأنه سيكون لغماً جديداً يزيد من أزمات النخبة السياسية فى مصر ويكرس انسداد قنوات التفاهم، فإذا به يقدم مفهوماً مرناً متطوراً يتمسك بثوابت الدين والشريعة ويتعامل مع ملاءمات العصر الحياتية بما لا يخرج عن الثابت، فالمتغير فى خدمة الثابت بما عبر عنه علماء الأصول: التشريع لله ابتداء وللبشر ابتناء. جاءت «مبادرة النور» الأخيرة بالحوار مع جبهة الإنقاذ لتفتح ثقباً فى جدار الكراهية بين التيار الإسلامى وتيارات سياسية وطنية أو فى مأزومية العلاقة بينهما مع انسداد أفق الحوار بين مؤسسة الرئاسة وهذه التيارات، بما يهدد أمن البلاد واستقرارها فى منظومة الثورة والحكم بعدها فى تجربتنا الديمقراطية الوليدة، وهو ما عبر عنه بكار بقوله «إن مبادرة الحزب جاءت لتخفيف الاحتقان فى الشارع المصرى ونبذ العنف»، وقوله «إن ضرورة توفير قدر من المرونة أثناء المباحثات مع مؤسسة الرئاسة حول مبادرة جبهة الإنقاذ وذلك لتحريك الماء الراكد والدفع للأمام فى اتجاه أى نوع من أنواع الحلول». وما رمى إليه حزب النور درء المخاطر وحفظ النفس والمال والعرض وتجنيب البلاد ويلات العنف، وكلها من مقاصد الشريعة. غير أن الرسالة التى عُنيت بها مبادرة حزب النور برئاسة د.يونس مخيون هى مناقضة تيار التكفير وفصل الخطاب فى النظرة للخصوم السياسيين، إن جازت التسمية، فليست هناك عداوة ينبغى أن تكون بين الإسلاميين من جهة وغيرهم فى الجهة المقابلة، من مسلمين ينتمون لأفكار سياسية متنوعة أو شركاء الوطن من المسيحيين. التكفير الدينى العقائدى أو التكفير السياسى ليس له محل فى الحياة السياسية إلا وفق الضوابط الشرعية المقررة فى الشريعة. حاول «مغرضون» الإيحاء بأن «الرئاسة» تسعى لتشويه مبادرة حزب النور، وهؤلاء يهدفون إلى الوقيعة بين الحزب وقواعده وامتداداته الإسلامية، سواء فى الشارع الإسلامى أو داخل مؤسسة الرئاسة، لكن حسناً جاء الرد سريعاً من الرئاسة بقبول المبادرة وإضافتها إلى مائدة الحوار الوطنى. إن الوطن يسع الجميع فى إطاره وفى حضنه، ونحن فى مفرق طريق إما أن نحافظ على مكتسبات الثورة أو نضيعها ونضيع معها، وليس هناك فريق أو فصيل قادر على أن يحكم وحده أو «ُيدور» الوطن بمعزل عن شركائه فى الثورة على الأقل حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولله فى خلقه شؤون. http://www.islamion.com/post.php?post=7695# r

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق