الجمعة، 31 يناير 2014

دكتور علاء رمضان يكتب تاريخ الإخوان

صفحات مطوية من تاريخ جماعة اﻹخوان المسلمين (16)

كيفية تعامل قيادات الجماعة مع حادث مقتل القاضي الخازندار على أيدي أفراد التنظيم الخاص بأوامر مباشره من قائده عبد الرحمن السندى.

مقدمة
كان القاضي أحمد الخازندار ينظر فى قضية متهم فيها أفراد م
ن التنظيم الخاص حيث قاموا بأعمال فدائية ضد اﻹنجليز آنذاك،
ولمجرد الخشية من أن تكون أحكام القاضي قاسية حيث أنه قد حكم قبل ذلك على بعض الشباب من حركة مصر الفتاه بسبب أعمال مشابهة،
ولما كان المرشد اﻷول ناقما جدا على هذا القاضى بل تمنى أن يخلصهم الله منه، وفهم من ذلك قائد تنظيمه الخاص أن هذه إشارة مباشرة له بالتخلص من القاضى،
فقام أفراد التنظيم بمراقبة ومتابعة القاضى حتى تمت عملية اﻹغتيال وتم القبض على منفذيها .
أنظر تفاصيل اﻹغتيال فى كتاب صلاح شادى حصاد العمر،وكتاب أحمد عادل كمال النقط فوق الحروف.

كان لهذا الحادث تأثير بالغ على دعوة اﻹخوان ونظرة الحكومات بل والشعب لها وتفاجأ الجميع بأن أغراض التنظيم الخاص لا تقف عند حدود مقاومة المحتل بل تتخطى ذلك بكثير.

فكيف تعاملت الجماعة مع هذا الحادث؟؟ وهل قام اﻷستاذ البنا بحل هذا التنظيم أو حتى تغيير قيادته؟؟

يقول اﻷستاذ محمود الصباغ فى كتابه حقيقة التنظيم الخاص المقدم من اﻷستاذ مصطفى مشهور أحد أبرز قيادات التنظيم آنذاك بل وأحد مرشدى اﻹخوان المسلمين:

(وعقدت قيادة النظام الخاص محاكمة لعبد الرحمن على هذا الجرم المستنكر، وحضر المحاكمة كل من فضيلة المرشد العام الشهيد حسن البنا وباقي أفراد قيادة النظام بما في ذلك الأخوة صالح عشماوي، والشيخ محمد فرغلي، والدكتور خميس حميدة، والدكتور عبد العزيز كامل، ومحمود الصباغ، ومصطفى مشهور، وأحمد زكي حسن، وأحمد حسنين، والدكتور محمود عساف،)

وقد أكد عبد الرحمن في المحاكمة أنه فهم من العبارات الساخطة التي سمعها من المرشد العام ضد أحكام المستشار الخازندار المستهجنة، أنه سيرضى عن قتله لو أنه نفذ القتل فعلاً!!!!!

، وقد تأثر المرشد العام تأثرًا بالغًا لكلام عبد الرحمن لأنه يعلم صدقه في كل كلمة يقولها تعبيرًا عما يعتقد، وبلغ من تأثر فضيلة المرشد العام أنه أجهش بالبكاء ألمًا لهذا الحادث الأليم الذي يستوجب غضب الله، لأنه قتل لنفوس بريئة من غير نفس، كما يعتبر مادة واسعة للتشهير بالدعوة ورسالتها في الجهاد من أجل إقامة شرع الله،)

ويستأنف الصباغ حديثه قائلا :

وقد تحقق الإخوان الحاضرون لهذه المحاكمة من أن عبد الرحمن قد وقع في فهم خاطئ في ممارسة غير مسبوقة من أعمال الإخوان المسلمين،
( فرأوا أن يعتبر الحادث قتل خطأ، حيث لم يقصد عبد الرحمن ولا أحد من إخوانه، سفك نفس بغير نفس، وإنما قصدوا قتل روح التبلد الوطني في بعض أفراد الطبقة المثقفة من شعب مصر أمثال الخازندار بك.).إنتهى

ويا سبحان الله
أنظر إلى هذا التكييف الشرعى الذى لم يسمع به من قبل! قتل مع سبق اﻹصرار والترصد يعتبرخطأ ﻷن القتلة أرادوا قتل روح التبلد الوطنى فى أفراد الطبقة المثقفة!!!!!!!
وطبعا هذا الحكم من قيادات الجماعة بترتب عليه أمو كثيرة منها ما ذكره الصباغ بعد ذلك حيث يقول:

(ولما كان هؤلاء الإخوان قد ارتكبوا هذا الخطأ في ظل انتمائهم إلى الإخوان المسلمين وبسببه، إذ لولا هذا الانتماء لما اجتمعوا على الإطلاق في حياتهم ليفكروا في مثل هذا العمل أو غيره، فقد حق على الجماعة دفع الدية التي شرعها الإسلام كعقوبة على القتل الخطأ من ناحية، وأن تعمل الهيئة كجماعة على إنقاذ حياة المتهمين، البريئين من حبل المشنقة بكل ما أوتيت من قوة،

( فدماء الإخوان ليست هدرًا يمكن أن يفرط فيه الإخوان في غير أداء فريضة واجبة يفرضها الإسلام، حيث تكون الشهادة أبى وأعظم من كل حياة.)إنتهى

فهل قاموا فعلا بدفع الدية؟؟ إسمع ما قاله الصباغ!!!

(ولما كانت جماعة الإخوان المسلمين جزءًا من الشعب، وكانت الحكومة قد دفعت بالفعل ما يعادل الدية إلى ورثة المرحوم الخازندار بك، حيث دفعت لهم من مال الشعب عشرة آلاف جنيه، فإن من الحق أن نقرر أن الدية قد دفعتها الدولة عن الجماعة !!!!!!!!!!!.

وما الذى يجب على الجماعة فعله ؟؟؟؟
يقول الصباغ:

وبقى على الإخوان إنقاذ حياة الضحيتين الأخرتين محمود زينهم، وحسن عبد الحافظ.إنتهى

حكم باﻹجماع!!!

(واستراح الجميع لهذا الحكم دون استثناء، بل إنه لقي موافقة إجماعية من كل الحضور بما في ذلك فضيلة الإمام الشهيد)...

ولقد كانت براءة عبد الرحمن من القتل العمد إجماعية، ولا تحتمل أي شك أو تشكيك، فالجميع يثق في صدق عبد الرحمن ورجولته، ويقدر أن التجربة الأولى عرضة للخطأ، وأن ظروف هذا الحادث النفسية( كانت تبرر مثل هذا الخطأ،) فلم تتزعزع ثقة أحد بعبد الرحمن عقب هذا الحكم، واستمر في موقعه (مرضيًا عنه من الإمام الشهيد )ومن جميع باقي أعضاء قيادة النظام الخاص كأحسن ما يكون الرضا وأتمه، إنتهى

ثم يذكر الصباغ بعض آثار هذا الحادث والتى منها،

(كما أن بعض كبار الإخوان الذين يعلمون بوجود النظام الخاص في الجماعة، ولكن عدم انتمائهم إليه لم يسمح لهم بمعرفة شيء عن ظروف هذا الحادث، ولا عن الموقف الشرعي الذي وقفته قيادة النظام منه، اتخذوا من غضبة المرشد العام على هذا الحادث غضبة على النظام الخاص ككل، وعلى رئيسه عبد الرحمن السندي على وجه الخصوص، وأخذوا يروجون أن المرشد العام عزم على حل النظام الخاص أو على إقصاء عبد الرحمن السندي من رئاسته،

( ولكن الحقيقة أن شيئا من هذا لم يحدث، وأن فضيلة المرشد العام استمر على ثقته واعتماده على النظام الخاص وقيادته حتى لقى ربه راضيا مرضيا)إنتهى

لكن ما الذى فعلته قيادة النظام لتهريب المتهمين بقتل الخازندار من محبسهم بعد الحكم التاريخى الذى صدر من القيادة باﻹجماع؟؟
هذا ما سنوضحه فى الصفحة القادمة إن شاء الله تعالى.
--------دكتور علاء رمضان

كتب: د.علاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق