راي الدكتور محمد السعيدي مدرس اصول الفقر بجامعة ام القري في مواقف حزب النور الاخيرة ...
يقول الشيخ الدكتور محمد السعيدي ......
بإذن الله صامدون وعلى ربنا متوكلون
كيف يُحْكَمُ على الإسلاميين جملة بالفشل في ممارسة السياسة في الدول التي تقوم أنظمتها على المشاركة السياسية وهم قد حققوا نجاحات في دُوَلٍ أُخر ، بل إن حزب النور ذا التوجه السلفي أثبت قدرته الفائقة على فهم الواقع وتقدير احتياجاته والانطلاق منه .....
وليس النجاح السياسي إلا هذا ، ولو أن بقية التيارات الإسلامية في مصر حذت حذوه وانحنت للرياح العاصفة وأوسعت لها الطريق ، لاستطاعت رفع رؤوسها بعد تولي الإعصار ، ولكان المشهد في مصر مختلفاً عمَّا هو عليه الآن .....
لكنها تعاملت مع حزب النور تعاملاً مشيناً ظالماً ، قائماً على التخوين بل والتفسيق والتكفير ، رافضين الاستماع لوجهة الحزب وكيف تأمل المشهد واحتياجاته وما ينبغي فيه.
ومن المثير في الأمر : أن من نقموا على حزب النور موقفه لم ينقموا على نظرائهم في لبنان تحالفهم مع حزب الكتائب النصراني ذي التاريخ الإجرامي المعروف بحق المسلمين السنة في لبنان ، ولم ينقموا على نظرائهم في العراق تحالفهم مع حزب الدعوة الشيعي وزعيمهسيء السمعة نوري المالكي من أجل الحصول على مقاعد برلمانية في وقت كانت ثورة العشائر السنية على أشدها في العراق .
والأعجبُ من ذلك أنه بعدما تبين للرائين صحة موقف الحزب السلفي ، وبدأ معارضوه في التسلل من صف المناهضين زرافات ووحدانا على استحياء كبير وبكثير من المواربة والتوريات اللفظية ، أقول بالرغم من ذلك ، فإن هؤلاء المتسللين لم يذكروا حزب النور حتى الآن بكلمة عدل ولم يتقدموا له بعبارة اعتذار ، وقد قال الشاعر :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وختاما أقول : إن أراد نُشَطَاءُ العمل السياسي الإسلامي الاستمرار وتحقيق النجاح فعليهم بالعدل مع أنفسهم ومع إخوانهم أولاً ، لأنهم إن فشلوا في ذلك فلن يستطيعوا تحقيقه في ميدان التمكين ، وعليهم بالوقوف مع أخطائهم وقفة صارمة ليس فيها مجاملة لأنفسهم ولا لأتباعهم فالرجوع عن الخطأ خير من التمادي في الباطل .
** محمد بن إبراهيم السعيدي: مدرس أصول الفقه بجامعة أم القرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق