بالله عليك : ماذا تنتظر ؟!!
هناك أطراف دولية لها مطمع كبير فى أن يختل التوازن داخل مصر وذلك بمعاونة كل من يساهم فى ضياع الإطار الأخلاقى الذى يحمي القشرة التى تحافظ على تماسك المجتمع ، وهذه القشرة رغم أنها تعرّضت لضربات موجعه من أوائل القرن الماضي خصوصاً من الناحية الاجتماعية والفكرية فإن المقاومة التى أبداها كبار أهل الإصلاح وأتباعهم ساهمت فى تخفيف أضرارها ، ولكنها أصابت القشرة بالتصدّع بدرجة ما ، ويري المنافقون أن الوضع الحالى فى مصر فترة ذهبية للتركيز الهائل نحو ضرب هذه القشرة بقوّة حتى تصل إلي قريب من الاهتراء أو الانفصال !
فالدولة ليست أهلاً لهذه المقاومة ، والتيار الإسلامي يتعرّض لأكبر عملية تشويه فى تاريخه وللأسف هو أيضاً يساهم فى زيادة هذا التشويه بقدر لا بأس به ، بالإضافة إلى هذا الإسفاف الأخلاقى وإزالة الحواجز بين الرجل والمرأة بشكل أكبر وأوسع وظهور الكم الكبير من المشاكل داخل البيوت مما يُعرِّض الأسرة المصرية إلي الانكماش لتزداد مساحات المطلقات وأولاد الشوارع ... الخ من وسائل ضرب القشرة!
وحتى لا أسهب فى بيان الواقع فإنني أري تقاعساً واضحاً وسلبية مفرطة من المصلحين تجاه أمتهم ووطنهم ، وبعض هؤلاء المصلحون ينظرون بعين الإحباط والاكتئاب لما يحدث فى الوطن ، لدرجة أن بعضهم يصرّح أن الشعب يستحق ما يحدث له !
أولا يدري هذا المصلح أن الشعب هو أنا وأنت وأقاربنا وجيراننا وأصدقائنا وغيرهم
وأن ترك الفساد الأخلاقى أو غيره سينخر فى عظام هذا المجتمع حتى يتعرّض للسقوط وحينها سأكون أنا وستكون أنت معهم لأننا شئنا أم أبينا هم منّا ونحن منهم !
وأن ترك الفساد الأخلاقى أو غيره سينخر فى عظام هذا المجتمع حتى يتعرّض للسقوط وحينها سأكون أنا وستكون أنت معهم لأننا شئنا أم أبينا هم منّا ونحن منهم !
أيها المصلح : أعلم أن الخريطة معقّدة والرؤية فى بعض مشاكلنا ضبابية ، والاحباط واسع ، ولكن فى نفس الوقت التحدي كبير وخطط الأعداء من المنافقين وغيرهم تتجه لإفساد هويتك ودينك ونساء أمّتِك وبنيتكَ الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
فهل يجوز لك أن تجلس في بيتك لتنتظر أن يسقط مجتمعك فى مزيد من براثن الانحدار الأخلاقى والمصائب الجنسية ؟
فأولادك سيتعرّضون لهذا الفساد شئت أم أبيت ، فهل مهدت لهم ولغيرهم طريقاً معبّداً يتجاوزون فيه برحمة الله هذا الانحدار العظيم ؟!
فهل يجوز لك أن تجلس في بيتك لتنتظر أن يسقط مجتمعك فى مزيد من براثن الانحدار الأخلاقى والمصائب الجنسية ؟
فأولادك سيتعرّضون لهذا الفساد شئت أم أبيت ، فهل مهدت لهم ولغيرهم طريقاً معبّداً يتجاوزون فيه برحمة الله هذا الانحدار العظيم ؟!
وهل يجوز لك أن تنتظر عودة الرئيس أو الشيخ أو المفكّر أو المهاجر أو الهارب من لظى المعركة لكي يصحح لك المسار أو يحميك من الانحراف ؟!
وهل ستنتظر أن ترى التبرّج والعُري والانحلال يغلب على المجتمع ؟
أم تنتظر من المؤسسات الدينية الرسمية أن تقف أمام الإلحاد والعلمنة وغيرها ؟!
بالله عليك : ماذا تنتظر ؟!!
لابد أن تُدرك أنه قد تطول مدة الانتظار ويظل جميع من بجوارك يحدثونك عن الخير الذى فى السراديب وأن نصر الله قريب دون أن يقدموا شيئاً يُذكر غير الوعود البرّاقة والتى تجعلك ممسكاً بحبلٍ تظنّه متين ولكنه فى الحقيقة سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا !
لاتجعل انتشار كل هذه الموبقات فى مؤخرة اهتماماتك بحجة انتشار الظلم ، وأن مقاومة الظلم هي الركن الركين وأنه لا كلام ولا حديث فى شيء آخر إلا بعد القضاء عليه !
أخي الكريم :
قم وانفض عنك غبار الإحباط واليأس ، واعلم أن الظُّلم إذا لم يواجه سيُصبح قهراً ، كما أن الانحلال إذا لم يقاوم سيُصبح واقعاً مرحّباً به ، كما أن الشتائم والسخرية والشماته والقتل أصبحت واقعاً فى حياتنا الآن !!
قم وانفض عنك غبار الإحباط واليأس ، واعلم أن الظُّلم إذا لم يواجه سيُصبح قهراً ، كما أن الانحلال إذا لم يقاوم سيُصبح واقعاً مرحّباً به ، كما أن الشتائم والسخرية والشماته والقتل أصبحت واقعاً فى حياتنا الآن !!
الخلاصة :
أنذر عشيرتك الأقربين ، وضع جبهتك بالليل لرب العالمين ، وانشر قضيتك بعلم وفهم ورفق فى كل مكان تذهب إليه ، تعاون مع من يريدون إعلاء كلمة الله بصدق ، واعلم أن الحق يدمغ الباطل بشرط أن يواجهه لا أن تعتقده وتجلس على أريكتك فى بيتك منتظراً من يقوم بدورك ، اجتهد فى الدعاء ، كن قدوة حسنة ، إياك والرياء والجهل والحسد فإنها أودية المهالك ، استعن بربك وتوكّل عليه فلا ملجأ منه إلا إليه.
أنذر عشيرتك الأقربين ، وضع جبهتك بالليل لرب العالمين ، وانشر قضيتك بعلم وفهم ورفق فى كل مكان تذهب إليه ، تعاون مع من يريدون إعلاء كلمة الله بصدق ، واعلم أن الحق يدمغ الباطل بشرط أن يواجهه لا أن تعتقده وتجلس على أريكتك فى بيتك منتظراً من يقوم بدورك ، اجتهد فى الدعاء ، كن قدوة حسنة ، إياك والرياء والجهل والحسد فإنها أودية المهالك ، استعن بربك وتوكّل عليه فلا ملجأ منه إلا إليه.
اللهم قد بلَّغت اللهم فاشهد.
==================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق