..
" أنا جاليليو جاليلي .. ابن فينشنزيو جاليلي ، من فلورنسا ، في السبعين من عمري ، ماثل للمحاكمة ..
أقر أمامكم .. أني أقلعت عن الفكرة الخطأ بأن الشمس ثابتة ، وأن الكواكب تدور ، وأنها أكثر من سبعة ، وأقر أنني لن أتمسك بهذه النظرية الخطأ ، أو أعلمها لأحد ، أو ادافع عنها بوجه من الوجوه "
جاليليو أمام "أريان الثامن" بابا الفاتيكان ، جاث على ركبتيه ، بثياب ممزقة ، وجسدٍ دامٍ ! .
...
* تحت عنوان : "الإله ليس ساحرا" نشرت الإندبندنت البريطانية على موقعها اليوم الثلاثاء 28-10 ملخصا للقاء بابا الفاتيكان ، فرانسيس بالأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان يوم 25 الماضي ..
قال البابا :
إن نظريتي التطور والانفجار العظيم صحيحتان ، والاله ليس ساحراً و لا يملك عصاً سحرية !
يعني بذلك أنه لم يستطع خلق الكون مباشرة ، بل احتاج للتطور ليتم خلقه !
The theories of evolution and the Big Bang are real and God is not “a magician with a magic wand”
..
وضح البابا مقصده أكثر .. فقال :
حين نقرأ عن الخلق في سفر التكوين ، فإننا نقع في اعتقاد أن الرب يشبه ساحرا لديه صولجانا سحريا يفعل به ما يريد ، لكنه ليس كذلك "
When we read about Creation in Genesis, we run the risk of imagining God was a magician, with a magic wand able to do everything. But that is not so,”
..
"دي رومينيس .. أنت مدان بالهرطقة وتحدي كلمة الرب ، وحُكمنا عليك أن تحرق حتى الموت "
قاضي المحاكمة متحدثا إلى جثة رومينيس ، الذي مات في السجن البابوي قبل أيام من محاكمته بتهمة الهرطقة !
..
قال فرانسيس -بابا الفاتيكان- للجمع :
التطور لا يصادم الخلق ،فالتطور يحتاج إلى خلق على أية حال !
Evolution in nature is not inconsistent with the notion of creation, because evolution requires the creation of beings that evolve.”
..
كانت رائحة اللحم المشوي تملأ مدخل المدينة .. قال أحدهم هامسا لصاحبه : رومينيس الأحمق ينكر أن يكون قوس قزح ميثاقا بيننا وبين الرب ، ياله من زنديق كافر !
قال الآخر في سره : لكنه محق على كل حال !
..
تسببت الكنيسة بموجة إلحاد عارمة في أوروبا ، بسبب إنكارها حقائق مادية ملموسة ، لمصادمتها لتحريفات الإنجيل ، أو لفهم القساوسة والآباء في ذلك الوقت ، الفهم الذي صيروه دينا ، وحاكموا الناس عليه !
..
و ينكر الملحدون أن يكون للكون خالق .. ويقولون أنه نشأ -بشكل ما - عن طريق انفجار ، وكان ممتلأ بالطاقة والحرارة ، وبشكل ما -غير معروف - وجد الإنسان ، والحيوان والكائنات جميعا !
ويرى بعضهم أنها كانت بسيطة البناء ، ثم تطورت ، وانتقلت بين أطوار مختلفة ، فالإنسان كما يزعمون كان قردا أو شبيها بالقردة ، ثم اضطرته الطبيعة من حوله أن يصبح إنسانا على مر الزمن ، يحكمه في ذلك قدرته على التكيف وتلبية متطلبات الحياة ، وتفاعله مع بيئته الذي يتحكم في جيناته تحكما مباشرا على فترات زمنية واسعة !
..
تحاول الكنيسة أن تلاحق موجة الإلحاد التي حلت بأوروبا وأمريكا ، جربت أن تقاومها في القرون الوسطى فانكسرت أمامها ، وقال الثائرون " اشنقوا آخر أمير بأمعاء آخر قيس" ..
وهاهي اليوم تحاول أن تلاحقها ، ولكن بطريقة اخرى ، فهي تلقي عن كاهلها كل ما تظنه حائلا بين المسيحية والإلحاد :
- عايزين تطور ؟! .. عندنا تطور ، عايز انفجار ، عندنا انفجار ..
هكذا يقول فرانسيس بلسان حاله ، وإن قال بلسان المقال أن التطور الذي سبقه خلق من خالق مقبول ، لكن التطور على طريقة داروين ليس مقبولا لدى الكنيسة !
من يدري .. قد يقبلونه يوما ما !
..
في عقيدتنا أن الله خلق فسوى ..وقدر فهدى ، وخلق آدم ، وأسجد له ملائكته ، وأهبطه إلى الأرض ، فكان من نسله كل البشر ..
إخبار من حكيم خبير ..
ولو أن الأمريكان نجحوا في اختراع آلة الزمن واستطاعوا الرجوع إلى 13.7 مليار من السنين فصوروا لنا الانفجار العظيم ، حيث نشأت المادة ، وبدأ الخلق ، لما صدقناهم أيضا ، لأن الله أخبر بخلاف ما قالوا ، ولاتهمناهم فيما نقلوا ، ولماريناهم على ما رأوا ..
فكيف ولم يروا ؟! ..
وكيف وكل ما يقولونه ظنون وتخرصات ونظريات لم يثبت منها بطرقهم التجريبية شيئ ، بل تعسفوا في إثباتها ، وخالفوا كثيرا من القواعد العلمية ؟!
..
وإذا كانت الكنيسة هي مصدر الإلحاد أصلا ، وهي الراكعة أمامه بعد ذلك ، فلا حقيقة لما يزعم الزاعمون أنها تواجهه مع المسلمين اليوم ..
بل يواجهه المسلمون وحدهم ، بعزة دينهم ، ونقاء عقيدتهم ، وموافقة منقولها لمعقولها .
وليس بمجرد انهم يؤمنون بوجود إله ، وهم لا يعرفون أنه "على كل شيئ قدير" ، وأنه "أحاط بكل شيئ علماً " ، وأنه "أعطى كل شيئ خلقه ثم هدى " .
..
رابط الخبر من الاندبندنت .
http://
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق