الأحد، 3 أغسطس 2014

الرد على شبهات الجامية والمداخلة"الصفحة البديلة"

شبكة البينة في الرد على شبهات الجامية والمداخلة"الصفحة البديلة"

قَتَلة السلف أبرار الخلف لو كانوا يفقهون

الشيخ محمد المهدي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه رسالة خاصة إلى أخي الحبيب عبدالرحمن سليمان بارك الله فيه لأنني رأيت له تعليقا قال فيه: (الأمثلة من السلف لمواقف مشابهه كثيرة فهل رضوا بسفك الدماء لما بايعوا القتلة ؟؟) هكذا قال مبررا مساندة حزب النور للسفاح، فأقول وبالله التوفيق:

إن هذا للأسف فهم قاصر وقياس فاسد، يدل على عدم علم بما كان عليه هؤلاء (القتلة) الذين تكلم عنهم أخي عبد الرحمن، فمعنى كلامه أنه يريد أن يقول بأن السلف قد صححوا إمارة الأمير الفاجر حقنا لدماء الأمة، وعلى درب السلف سار حزب النور (السلفي) في تأييد السفاح إلحاقا له بالأئمة الفجرة عند السلف، وأن السلف حينما قبلوا إمامة هؤلاء الأئمة لم يكن ذلك منهم قبولا لفجورهم وكذلك حزب النور!!.

وهذا يدل على أن دعاة حزب النور قد توسعوا كثيرا في المعنى المراد عند السلف بمصطلح «الإمام الفاجر أو الجائر» حتى أدخلوا فيه من حارب الدين وأهلَه، وبدَّل الملة وحكَّم قوانين الجاهلية في دماء المسلمين وأعراضهم، وناصر الكافرين على المسلمين، وأباح الفواحش والمنكرات؛ وزعموا أن أمثال هؤلاء يدخلون تحت مسمى «الولاة الفجرة» الذين يساعدون ويعانون ويسمع لهم ويطاع درأ للمفسدة الكبرى، ثم رتبوا على ذلك القولِ القولَ بحرمة الخروج على هؤلاء لخلعهم؛ ومنابذتهم بالسلاح، بل وربما سَمَّوا من فعل ذلك خارجيا وعاملوه معاملة الخوارج!!

فيا رجال حزب النور: قفوا أمام أنفسكم لله واسألوها: هل عرف السلف إمارة حكَّمت القوانين وغيَّبت الشريعة تغييبا تاما أو شبه تام؟ وهل عرف السلف إمارة عطلت الحدود، وجرَّمت الجهاد في سبيل الله؟ هل عرف السلف إمارة بهذه الأوصاف ثم اعتبروها إمارة شرعية -برة كانت أو فاجرة-، وأَجْرَوا على صاحبها أوصاف الإمارة وحقوقها؟! أو ناصروها وأيدوها وحفزوا الناس على نصرتها باسم الإسلام والسلفية؟!

وحتى نستطيع أن نعلم ما هو المقصود بالولاة الفجرة الذين يُجاهَد معهم، وَيُصلَّى ورائهم، ويُسمَعُ لهم ويُطاع في المعروف، وندرك الفرق بينهم وبين سفاحي هذا الزمان وحكامه لابد أن نرجع إلى كلام سلفنا الصالح في هذا الشأن إن صحت دعوانا بالانتساب إليهم؛ فَدَعُونا نستمع إلى أحد الخلفاء الراشدين وهو يعرِّفنا بالإمارة الفاجرة.

أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن علي رضي الله عنه قال: «أيها الناس، إنه لا يُصلحكم إلا أمير بر أو فاجر» قالوا: هذا البر قد عرفناه، فما بال الفاجر؟ فقال: «يَعمَلُ المؤمنُ ويُملِي للفاجر، ويُبلِّغُ اللهُ الأجلَ، وتَأمنُ سبلُكُم، وتقومُ أسواقُكُم، ويُقسَّمُ فيؤُكُم، ويُجاهَدُ عدُّوكُم، ويؤخَذُ الضعيفُ من القويّ» أو قال: «من الشديد منكم».
وفي لفظٍ: «إذا كان عليكم إمام يعدل في الرعية ويقسم بالسوية فاسمعوا له وأطيعوا، وإن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر، فإن كان برا فللراعي وللرعية ، وإن كان فاجرا عبدَ فيه المؤمنُ ربه، وعمل فيه الفاجرُ إلى أجله».
ورواه البيهقي في الشعب بلفظ: «لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر» قالوا: يا أمير المؤمنين؛ هذا البر فكيف بالفاجر؟ قال: «إن الفاجر يُؤَمِّن اللهُ عز وجل به السُّبُل، ويُجَاهَد به العدوّ، ويُجبَي به الفيء، وتُقَامُ به الحدودُ، وَيُحَجُّ به البيتُ، ويَعبُدُ اللهَ فيه المسلمُ آمنا حتى يأتيه أجلُه». وفي السنن الكبرى بلفظ: «لا حكم إلا لله، ولكن لا بد للناس من أمير بر أو فاجر، يعمل فيه المؤمن، ويستمتع فيه الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل».

وقال الحسن في الأمراء: «يلون من أمورنا خمسا: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود، والله ما يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا، والله لما يُصلِحُ اللهُ بهم أكثرَ مما يُفسِدُون». أي أن جور هؤلاء الأمراء يُحتَمَل لقيامهم بهذه الأمور الخمسة المذكورة، ولكون ما يصلح الله بهم من شئون البلاد والعباد أكثر مما يفسدون.

وقال الطحاوي في عقيدته: «والحج والجهاد ماضيان مع أولى الأمر من المسلمين برِّهم وفاجِرِهم» فكأن إقامة الدين وصيانته ومجاهدة أعداءه مما يشترك فيه عندهم البر والفاجر من الأئمة حتى وإن استأثر بشيء من الدنيا أو فسدت حاله في نفسه، أو ظهر ظلمه في بعض رعيته.
وهذا ما يشير إليه الإمام أحمد بقوله: «والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة، البر والفاجر، لا يُترك، وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم، ودفع الصدقات إليهم جائزة ونافذة، من دفعها إليهم أجزأت عنه، براً كان أو فاجرا. وصلاة الجمعة خلفه وخلف مَن وَلَّى جائزة تامة ركعتين، من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة، ليس له من فضل الجمعة شيء، إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا: برهم وفاجرهم»

قلت: فهذه - يا شباب حزب النور - هي الإمارة الفاجرة عند سلفكم رحمة الله عليهم: «تجاهد الأعداء، وتقيم الجمعة والجماعة، وتقيم الحدود، وتؤمن السبل، وتجبي الفئ، وتحج البيت، وتقتص للضعيف من القوي، وتجبي الزكوات، وتقيم الصلوات» فحُقَّ لنا اليوم أن نترحم على الإمارة الفاجرة، ومن لنا بإمام فاجر في هذا الزمان، ولنردد مع الشاعر قوله:
بكيتُ من عمــرو فلما تـــركتُهُ وعاشـرتُ أقـواما بكيتُ عـلى عمرو

وقولوا لي بالله عليكم: هل هذه الأوصاف التي ذكرها السلف في الإمارة الفاجرة تنطبق على سيسيكم السفاح حتى توهموا الناس وتشبهوا عليهم بقياس موقفكم من السيسي على وقف ابن عمر من الحجاج، وموقف علماء السلف من سفاح بني العباس؟ أوليس هذا قياس من أفسد ما يكون؟! أو ما علمتم أن الجاج قد فتح في زمانه أعظم فتوحات الإسلام حتى وصل الإسلام إلى الهند؟
فأي قياس فاسد أو هموكم تحققه ولبسوا عليكم أمركم به؟!
اللهم إلا أن تكون الحدود مقامة، والجهاد ماض، والثغور مؤمنة، والشريعة حاكمة ظاهرة، والزكاة مجبية، كل ذلك ونحن لا ندري ولا نشعر!!!

ثم قولوا لنا بالله عليكم: حتى لو سلمنا لكم - تنزلا - بجواز دخولكم تحت طاعة السفاح في المعروف قياسا على فعل السلف، فهل رأيتم أحدا من علماء السلف وخيارهم حشد الناس ورغبهم ودعاهم وأنفق عليهم لتأييد سفاحيهم، والتمس لهؤلاء السفاحين العذر في كل ما يصنعون؟!! لا والله بل كانوا يدعون عليهم ويتبرؤون من صنيعهم وينكرون عليهم على رؤوس الأشهاد، وموقف ابن عمر مع الحجاج معروف مشهور، وهذا مالك ينكر بيعة المنصور بالإكراه، وهذا أحمد بن حنبل يقف أمام قصر المأمون ليقول (رب، غر حلمك هذا الفاجر)، فهلا قلتموها إن كنتم صادقين، بدلا من تعليق صوره والدعاء له ومظاهرته وحشد الشباب لذلك، فماذا عساكم تقولون لربكم يوم القيامة؟؟

ألا فليتق الله عز وجل رؤساؤكم الذين لبَّسوا على المسلمين دينهم فناصروا من أظهر الكفر البواح وطمس معالم الدين وأهان أهل الإسلام، وأكرم أهل الصلبان، زاعمين أنهم بذلك على طريق السلف سائرون وبمنهجهم عاملون متمسكون.

اللهم بلغت اللهم فاشهد.

صورة: ‏شبكة البينة في الرد على شبهات الجامية والمداخلة"الصفحة البديلة"

قَتَلة السلف أبرار الخلف لو كانوا يفقهون

الشيخ محمد المهدي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه رسالة خاصة إلى أخي الحبيب عبدالرحمن سليمان بارك الله فيه لأنني رأيت له تعليقا قال فيه: (الأمثلة من السلف لمواقف مشابهه كثيرة فهل رضوا بسفك الدماء لما بايعوا القتلة ؟؟) هكذا قال مبررا مساندة حزب النور للسفاح، فأقول وبالله التوفيق:

إن هذا للأسف فهم قاصر وقياس فاسد، يدل على عدم علم بما كان عليه هؤلاء (القتلة) الذين تكلم عنهم أخي عبد الرحمن، فمعنى كلامه أنه يريد أن يقول بأن السلف قد صححوا إمارة الأمير الفاجر حقنا لدماء الأمة، وعلى درب السلف سار حزب النور (السلفي) في تأييد السفاح إلحاقا له بالأئمة الفجرة عند السلف، وأن السلف حينما قبلوا إمامة هؤلاء الأئمة لم يكن ذلك منهم قبولا لفجورهم وكذلك حزب النور!!.

وهذا يدل على أن دعاة حزب النور قد توسعوا كثيرا في المعنى المراد عند السلف بمصطلح «الإمام الفاجر أو الجائر» حتى أدخلوا فيه من حارب الدين وأهلَه، وبدَّل الملة وحكَّم قوانين الجاهلية في دماء المسلمين وأعراضهم، وناصر الكافرين على المسلمين، وأباح الفواحش والمنكرات؛ وزعموا أن أمثال هؤلاء يدخلون تحت مسمى «الولاة الفجرة» الذين يساعدون ويعانون ويسمع لهم ويطاع درأ للمفسدة الكبرى، ثم رتبوا على ذلك القولِ القولَ بحرمة الخروج على هؤلاء لخلعهم؛ ومنابذتهم بالسلاح، بل وربما سَمَّوا من فعل ذلك خارجيا وعاملوه معاملة الخوارج!!

فيا رجال حزب النور: قفوا أمام أنفسكم لله واسألوها: هل عرف السلف إمارة حكَّمت القوانين وغيَّبت الشريعة تغييبا تاما أو شبه تام؟ وهل عرف السلف إمارة عطلت الحدود، وجرَّمت الجهاد في سبيل الله؟ هل عرف السلف إمارة بهذه الأوصاف ثم اعتبروها إمارة شرعية -برة كانت أو فاجرة-، وأَجْرَوا على صاحبها أوصاف الإمارة وحقوقها؟! أو ناصروها وأيدوها وحفزوا الناس على نصرتها باسم الإسلام والسلفية؟!

وحتى نستطيع أن نعلم ما هو المقصود بالولاة الفجرة الذين يُجاهَد معهم، وَيُصلَّى ورائهم، ويُسمَعُ لهم ويُطاع في المعروف، وندرك الفرق بينهم وبين سفاحي هذا الزمان وحكامه لابد أن نرجع إلى كلام سلفنا الصالح في هذا الشأن إن صحت دعوانا بالانتساب إليهم؛ فَدَعُونا نستمع إلى أحد الخلفاء الراشدين وهو يعرِّفنا بالإمارة الفاجرة.

أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن علي رضي الله عنه قال: «أيها الناس، إنه لا يُصلحكم إلا أمير بر أو فاجر» قالوا: هذا البر قد عرفناه، فما بال الفاجر؟ فقال: «يَعمَلُ المؤمنُ ويُملِي للفاجر، ويُبلِّغُ اللهُ الأجلَ، وتَأمنُ سبلُكُم، وتقومُ أسواقُكُم، ويُقسَّمُ فيؤُكُم، ويُجاهَدُ عدُّوكُم، ويؤخَذُ الضعيفُ من القويّ» أو قال: «من الشديد منكم».
وفي لفظٍ: «إذا كان عليكم إمام يعدل في الرعية ويقسم بالسوية فاسمعوا له وأطيعوا، وإن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر، فإن كان برا فللراعي وللرعية ، وإن كان فاجرا عبدَ فيه المؤمنُ ربه، وعمل فيه الفاجرُ إلى أجله».
ورواه البيهقي في الشعب بلفظ: «لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر» قالوا: يا أمير المؤمنين؛ هذا البر فكيف بالفاجر؟ قال: «إن الفاجر يُؤَمِّن اللهُ عز وجل به السُّبُل، ويُجَاهَد به العدوّ، ويُجبَي به الفيء، وتُقَامُ به الحدودُ، وَيُحَجُّ به البيتُ، ويَعبُدُ اللهَ فيه المسلمُ آمنا حتى يأتيه أجلُه». وفي السنن الكبرى بلفظ: «لا حكم إلا لله، ولكن لا بد للناس من أمير بر أو فاجر، يعمل فيه المؤمن، ويستمتع فيه الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل».

وقال الحسن في الأمراء: «يلون من أمورنا خمسا: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود، والله ما يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا، والله لما يُصلِحُ اللهُ بهم أكثرَ مما يُفسِدُون». أي أن جور هؤلاء الأمراء يُحتَمَل لقيامهم بهذه الأمور الخمسة المذكورة، ولكون ما يصلح الله بهم من شئون البلاد والعباد أكثر مما يفسدون.

وقال الطحاوي في عقيدته: «والحج والجهاد ماضيان مع أولى الأمر من المسلمين برِّهم وفاجِرِهم» فكأن إقامة الدين وصيانته ومجاهدة أعداءه مما يشترك فيه عندهم البر والفاجر من الأئمة حتى وإن استأثر بشيء من الدنيا أو فسدت حاله في نفسه، أو ظهر ظلمه في بعض رعيته.
وهذا ما يشير إليه الإمام أحمد بقوله: «والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة، البر والفاجر، لا يُترك، وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم، ودفع الصدقات إليهم جائزة ونافذة، من دفعها إليهم أجزأت عنه، براً كان أو فاجرا. وصلاة الجمعة خلفه وخلف مَن وَلَّى جائزة تامة ركعتين، من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة، ليس له من فضل الجمعة شيء، إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا: برهم وفاجرهم»

قلت: فهذه - يا شباب حزب النور - هي الإمارة الفاجرة عند سلفكم رحمة الله عليهم: «تجاهد الأعداء، وتقيم الجمعة والجماعة، وتقيم الحدود، وتؤمن السبل، وتجبي الفئ، وتحج البيت، وتقتص للضعيف من القوي، وتجبي الزكوات، وتقيم الصلوات» فحُقَّ لنا اليوم أن نترحم على الإمارة الفاجرة، ومن لنا بإمام فاجر في هذا الزمان، ولنردد مع الشاعر قوله:
بكيتُ من عمــرو فلما تـــركتُهُ وعاشـرتُ أقـواما بكيتُ عـلى عمرو

وقولوا لي بالله عليكم: هل هذه الأوصاف التي ذكرها السلف في الإمارة الفاجرة تنطبق على سيسيكم السفاح حتى توهموا الناس وتشبهوا عليهم بقياس موقفكم من السيسي على وقف ابن عمر من الحجاج، وموقف علماء السلف من سفاح بني العباس؟ أوليس هذا قياس من أفسد ما يكون؟! أو ما علمتم أن الجاج قد فتح في زمانه أعظم فتوحات الإسلام حتى وصل الإسلام إلى الهند؟
فأي قياس فاسد أو هموكم تحققه ولبسوا عليكم أمركم به؟!
اللهم إلا أن تكون الحدود مقامة، والجهاد ماض، والثغور مؤمنة، والشريعة حاكمة ظاهرة، والزكاة مجبية، كل ذلك ونحن لا ندري ولا نشعر!!!

ثم قولوا لنا بالله عليكم: حتى لو سلمنا لكم - تنزلا - بجواز دخولكم تحت طاعة السفاح في المعروف قياسا على فعل السلف، فهل رأيتم أحدا من علماء السلف وخيارهم حشد الناس ورغبهم ودعاهم وأنفق عليهم لتأييد سفاحيهم، والتمس لهؤلاء السفاحين العذر في كل ما يصنعون؟!! لا والله بل كانوا يدعون عليهم ويتبرؤون من صنيعهم وينكرون عليهم على رؤوس الأشهاد، وموقف ابن عمر مع الحجاج معروف مشهور، وهذا مالك ينكر بيعة المنصور بالإكراه، وهذا أحمد بن حنبل يقف أمام قصر المأمون ليقول (رب، غر حلمك هذا الفاجر)، فهلا قلتموها إن كنتم صادقين، بدلا من تعليق صوره والدعاء له ومظاهرته وحشد الشباب لذلك، فماذا عساكم تقولون لربكم يوم القيامة؟؟

ألا فليتق الله عز وجل رؤساؤكم الذين لبَّسوا على المسلمين دينهم فناصروا من أظهر الكفر البواح وطمس معالم الدين وأهان أهل الإسلام، وأكرم أهل الصلبان، زاعمين أنهم بذلك على طريق السلف سائرون وبمنهجهم عاملون متمسكون.

اللهم بلغت اللهم فاشهد.‏

هناك تعليقان (2):