الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

الجبهة القطبية وليست السلفية وحقيقتها والسعى لخراب مصر حفظها الله وسلمها الله وأهلها











من #روائع_المقالات حقاً

الجبهة القطبية وليست السلفية


للشيخ عبد المنعم الشحات 




يحدث الكثير من اللبس بين مواقف الدعوة السلفية بمصر ومواقف الجبهة السلفية صاحبة الدعوة إلى ما أسمته "ثورة الشباب المسلم" في 28-11، وهذا اللبس يشتكى منه – ظاهريا- الطرفان، بل "الجبهة" هي أكثر شكاية؛ حيث إنها تكرر تبرؤها من تصرفات الدعوة السلفية وحزب النور، وربما اشتد بهم حسن الأدب في الحديث فقالوا: "البرهاميون"، أو ناداهم الشوق الكامن لاستعمال القاموس القطبي فقالوا: "منبطحون منافقون عملاء مما هو معلوم للجميع".

العجيب أن هذا الكيان المسمى بـ "الجبهة السلفية" كيان حديث النشأة وموقفه من السلفية بصفة عامة ومن الدعوة السلفية بصفة خاصة، ومن رموز التيار السلفي العام شديد السلبية كما سنبين إن شاء الله تعالى؛ فما الذي أوقعه في ورطة هذا الاسم الذي يعنى عندهم الكثير من الذم والقليل من المدح إن لم يكن هذا اللبس هو عين مقصودهم؟!

ولكن لنفترض أنهم لم يقصدوا هذا اللبس، ولكنه وقع ألا يكون من الضروري لهذه الجبهة أن تزيل ذلك اللبس وتتنازل عن وصف "السلفية" المزعج لهم، ولكن قد يقول قائل: فلتبادر الدعوة السلفية هي إلى ذلك، والجواب: أن ذلك لا يستقيم من عدة وجوه:

الأول: أن الدعوة أسبق تكوينا وأسبق استعمالا لاسم "السلفية".

الثاني: أن الدعوة تنتسب إلى السلفية نسبة حقيقية، ولا تعنى عندها "السلفية" إلا كل مدح، بخلاف الجبهة التي سوف يأتيك بيان نظرتها تجاه المنهج السلفي.

الثالث: أن الجبهة السلفية لا تقبل من السلفية إلا من كان قطبي الهوى، كما سيتيح لك من خلال الرموز الذين اتخذوهم مرجعيات، وانطلاقا من هذا فنحن نقترح عليهم وصفا هو أقرب إلى قلوبهم، ولا يأتي عندهم إلا على سبيل المدح وهو وصف القطبية؛ وبالتالي فهذه هي "الجبهة القطبية"، وعلى أي حال فنحن متى أطلقنا عليها هذا الوصف فنحن نصفها بشيء يعتزون به، في حين أنهم يستعملون في وصفنا ألفاظا بعضها يرتقى إلى التكفير، وبعضها يعتبر سبا وقذفا، وأهونها - وليس بهين- يعتبر من التنابز بالألقاب.

وأما النقول التي تبين اعتزاز تلك الجبهة بالمنهج القطبي ونفورها غاية النفرة من المنهج السلفي مما يجعلك تحار لماذا اختاروا أن يسموا أنفسهم بذلك فكثيرة جدا؛ من أهمها باب تساؤلات عن الجبهة في موقعها على الإنترنت و جاء فيه السؤال التالي:

ما علاقة الجبهة السلفية بالتيار القطبي؟

وكانت الإجابة:

(لا يفوتنا في بداية الإجابة عن هذا السؤال، التنبيه على أن اصطلاح "القطبية" يطلق ويراد به أحد معنيين:

أولهما : وهو الأعم، يراد به من تتلمذوا على كتابات الشيخ سيد قطب رحمه الله، فانحازوا لقضية تحكيم الشريعة كجزء محكم من عقيدة التوحيد، وكمحور صراع مع العلمانية المعاصرة، وتبنوا التربية الإيمانية والحركة التغييرية تجاه الواقع المعاصر.

ثانيهما: وهو الأخص، يراد به تلك الجماعة التي ارتبطت مبكرا بالشيخ، ودخلوا معه السجن في قضية سنة 1965م، التي أعدم فيها الشيخ رحمه الله وتقبله في الشهداء! ثم صار من أعلامها الشيخ عبد المجيد الشاذلي – رحمه الله – صاحب كتاب "حد الإسلام وبيان الإيمان".

فبالمعنى الأول، لا شك في اعتبارنا مع كثيرين في الحركة الإسلامية جزءا من التيار القطبي، وهذا شرف لا ننكره، كما أننا لا نحتكره؛ إذ إن جما غفيرا من الحركة الإسلامية المعاصرة عيال على الشيخ سيد قطب - رحمه الله – بهذا المعنى نحن جزء من هذا التيار العام.

أما بالمعنى الثاني، وهو قائم على شقين: أحدهما: علمي، فيشمل تبني خيارات معينة اشتهر بها هذا الفصيل، كقضية عدم العذر بالجهل في أصل الدين (وهو مختص عندهم بالتوحيد العملي، وبالجهل الكسبي لا القدري – أي : مع إمكان التعلم). والآخر: عملي، ويتمثل في الارتباط العضوي بالكيان تربويا وعلميا وعمليا. فبهذا المعنى الثاني – بشقيه – لسنا جزءا من هذا التيار الخاص.

علما بأن التيار القطبي – بالمعنى الثاني – قد أعلن كيانه بعد ثورة يناير باسم "دعوة أهل السنة والجماعة"، فيمكن لمن أراد الاستزادة في التعرف عليهم مراجعة موقعهم الإلكتروني المعبر عنهم).

ومن هذه الإجابة يتضح:

1- الجبهة جزء من التيار القطبي العام، وإذا كانت تزعم في تعريف حركتها أنها جزء من التيار السلفي العام؛ فهذا فرع على محاولة القطبيين بصفة عامة تسويق أنفسهم تحت مسمى السلفية.

2- أن الجبهة وإن نفت عن نفسها الانتماء إلى القطبية بالمعنى الخاص، فهي تنظر بعين الاحترام البالغ للتيار القطبي بالمعنى الخاص الذي عبر عنه في كتاب "حد الإسلام" لعبد المجيد الشاذلي.

ومن الأسئلة المطروحة على الموقع ذاته سؤال يقول:

من العلماء والشيوخ الذين ترجع إليهم الجبهة؟

وكانت الإجابة:

هناك شيوخ في واقعنا المصري قد انتفعنا بهم ووافقناهم أكثر من غيرهم، وإن لم نلزم كل أقوال واحد منهم بعينه، ولم يلزمنا أحدهم بذلك. أشهرهم الشيخ رفاعي سرور رحمه الله، والشيخ حازم أبو إسماعيل فك الله أسره، والشيخ د.محمد عبد المقصود حفظه الله، والشيخ د.هشام عقدة حفظه الله.

وفى ظل التقارب الإخواني القطبي الجهادي في الآونة الأخيرة جاءت الإجابات عن باقي الأسئلة على النحو التالي:

سؤال: ما علاقة الجبهة السلفية بجماعة الإخوان المسلمين؟

و ابتدأت الإجابة بعبارة:

"إن الجبهة السلفية جزء من التيار السلفي في الحركة الإسلامية، وهي متأخرة في نشأتها عن جماعة الإخوان؛ وبالتالي فنحن كيان مغاير لكيان الإخوان، وإلا لكنا قد انتمينا إليهم".

وانتهت بعبارة:

"فنحن ننصح لهم بمقتضى الأخوة الإيمانية، ونتعاون معهم في المشترك بيننا، وندعمهم ضد كل من كانوا هم أولى بالحق والشرع منه، مع محافظتنا على خياراتنا التي نختص بها دونهم، وكياننا الذي نطمح أن يسد ثغرا قد لا يسده غيره".

وأما سؤال:

ما علاقة الجبهة السلفية بالتيار الجهادي؟

وكان من أهم ما جاء في الإجابة:

"والجبهة السلفية باعتبارها كيانا سلفيا ثوريا، تتلاقى مع التيار الجهادي في أكثر من مشترك، لكنها تختلف عنه في أشياء، أهمها :...........".

و أما سؤال: ما علاقة الجبهة السلفية بالدعوة السلفية؟

فاستعرضت الإجابة الاختلاف في كثير من المواقف بداية من الخلاف من تأييد حازم أبو إسماعيل، وانتهاء بالموقف من 7/3 ثم قالت:

"وبناء على ما سبق، يظهر التفاوت الهائل بين كل من الجبهة السلفية والدعوة السلفية، الذي لم يمكن لاسم السلفية المشترك بينهما أن يقلل منه. علما بأن ما سبق إنما هو غيض من فيض، لكنه يفي بالمراد هنا".

ومن هذه الأسئلة والأجوبة يمكنك توصيف الجبهة السلفية أنها:

- جزء من التيار القطبي العام.

- شديدة القرب من التيار القطبي الخاص.

- قريبة من حركتي الإخوان والجهاد.

- لا تنسب نفسها إلى السلفية إلا بإضافة قيد "الثورية" الذي يعنى عندهم ما سبق من التحالف مع التيارات القطبية، ومع قطبيّ الإخوان، ومع التيارات الجهادية، بالإضافة إلى تبنى وسائل ما يسمى بـ"حرب اللاعنف" التي هي بالمعايير الشرعية فتنة واستهتار بالدماء وإن وصفتها أكاديمية التغيير القطرية "بالسلمية"؛ لهذه القضية تفصيل يأتي في مقالات لاحقة بإذن الله تعالى.

أما موقفها من السلفية غير الثورية أو بالأحرى (غير القطبية): ففي غاية البعد ولا يختص ذلك بالدعوة السلفية كما قد يتوهم البعض؛ حيث إن انتقاداتهم للدعوة السلفية تطول من باب أولى الدعاة السلفيين الآخرين الذين لا يعملون عملا جماعيا ولا عملا سياسيا باستثناء ذوى الميول القطبية أو الذين رفعوا شعار "الإخوان هم رجال المرحلة".

وبتطواف سريع على المقالات الفكرية المنشورة على موقعهم سوف يتبين لك مقدار العداوة الكامنة (بل الظاهرة) في قلوبهم للمنهج السلفي، منها مقالة بعنوان:

"موقفنا من النقد السلفي لأخطاء سيد قطب"

وتأمل هذا العنوان لتحكم على كاتبه هل ينتمي للقطبية أم السلفية؟! وهل خلافه مع الدعوة السلفية فقط أم مع السلفية ككل؟! وقد لخص الكاتب (موقفهم) في نقطتين ملخصًا ما ذكره فيهما:

الأولى: أن أخطاء سيد قطب لا تمس جوهر وجود الحركة الإسلامية.. في الوقت الذي يغذي فيه إنتاجه الفكري أصل هذا الوجود.

الثانية: أن انتقادات السلفيين لسيد قطب هي في ذاتها صواب، لكنها مع ذلك أعراض مرضية يجب التصدي لها.

وكاتب هذه المقالة يتعمد حصر انتقادات السلفيين على سيد قطب في أخطائه في باب الأسماء والصفات، ويتجاهل أن الانتقادات الأساسية موجهة إلى المنهج القطبي في مسائل الإيمان والكفر ووصفه للمجتمعات الإسلامية بأنها مجتمعات جاهلية، إلى غير ذلك من القضايا التي نظرها في صورة واضحة لاحقة تلميذه عبد المجيد الشاذلي الذي تحتفي به الجبهة القطبية أيما احتفاء، ثم لم يكتف بتعمد ترك الاعتراضات الرئيسية حتى لمز السلفيين بهذا النقد ذاته.

وثمة مقالة أخرى بعنوان:

"السلفيون والسلف.. اتّباع أم انحراف؟"

ومرة أخرى أترك القارئ مع العنوان لينظر هل يصدر مثل ذلك العنوان من شخص سلفي؟! و أما متن المقالة فقد قال فيها:

"السلف هم الصحابة بالأساس، ثم القرن الثاني والثالث تبعا لهم.

السلفية المعاصرة تجاوزت بقصد أو بدون سير ومنهج هذا القرن الأول.

تركوا سير الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسياسة الأمة بالدين...".

ومقالة أخرى بعنوان:

"احتواء السلفيين.. واستلاب العقول"

جاء فيها:

"إن قطاعات واسعة من التيار السلفي تحتاج لاستثمار فترة الحرية الحالية لإجراء مراجعات حرة في ظروف صحية لا تخضع لضغوط أمنية أو مجتمعية؛ لتصحيح منظومة المصالح والمفاسد المعوجة التي أنتجت مواقف مشينة ومخزية، ولتعيد لأطروحة "اتباع الدليل" رونقها، ولتهدم مرة أخرى أطروحة "تقديس المشائخ"، ولتعمل على بناء شخصيات سلفية حرة تتفاعل مع قضايا الأمة وتستشعر آلامها وتحمل آمالها، وتسعى لنهضتها لتؤدي دورها المطلوب في قيادة البشرية لبر الأمان".

ومما سبق يتضح لك أن الاسم المطابق للواقع لهذه الجبهة هو "الجبهة القطبية".

وأما دعوتها لما أسمته بالثورة الإسلامية: فلا تخرج عن حالة العشوائية والاتكالية ودفع الشباب بصدور عارية لتراق دماؤهم، أو يريقوا هم دماء قوات الجيش والشرطة؛ وكلها دماء معصومة.. فسوف نتناوله في مقالة أخرى بإذن الله تعالى، ولكن نكتفي ههنا بهذا النقل من مقالة لهم بعنوان:

"كيف سيسقط الانقلاب؟"

جاء فيها:

"وفي الختام يأتي السؤال: كيف نحسم هذه الجولة؟"

على مستوى قدراتنا فإننا نعمل على أن تحسم المعركة بالنقاط لا بالقاضية...

ليس لدينا أداة للحسم.. وما يجب علينا الآن هو الحفاظ على استمرارية الحراك الثوري، وتهيئة الأجواء لحدوث التغيير الذي في الغالب - استنادا على طبيعة المرحلة - سيكون قدريا.. هذا والله أعلم".

الختام: من عجائب "الجبهة القطبية":

- جبهة دعت إلى فعاليات ثورية منها سوء استخدام الكهرباء، والامتناع عن دفع الفواتير من باب إسقاط الانقلاب؛ بينما أحد أبرز قادتها يعمل بالكهرباء، بل ومواظب ومجتهد في عمله.. (جايز)!!

- جبهة تدعو إلى ثورة ضد حكومة بينما أحد أبرز قادتها موظف فيها.. (جايز)!!

- الجبهة تعلن أنها فوجئت بإلقاء القبض عليه من مقر عمله.. (جايز)!!

- الجبهة تتهم جهة أخرى أنهم وراء الوشاية به إلى الدولة!!

يعنى مثلا قالوا للدولة: إنه عامل ثورة؟! ولا قالوا لهم: إنه مهندس في شركة الكهرباء؟! ولا أعطوا لهم عنوان الشركة؟! ولا الحكومة طيبة ومتسامحة جدا فيما يتعلق بالثائرين عليها، بينما لا يغمض لهم جفن متى طلبت منهم الدعوة السلفية تأديب أحد حتى يقبضوا عليه؟!

فيا أيتها الجبهة القطبية، لا تجمعوا حشفا وسوء كيلة!




===============================

من #روائع_المقالات ، لا تفوتك ))))))))))))))))

"28 نوفمبر"... مظاهرات الإخوان مِن وراء قناع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيخوض الإخوان المسلمون مظاهرات "28 نوفمبر" تحت لافتة الجبهة السلفية -"القطبية حقيقة"- بدلاً مِن اسم الإخوان المسلمين أو تحالف دعم الشرعية المزعومة؛ فلماذا؟ وما دلالات ذلك؟
بداية: الجبهة القطبية -"المسماة زورًا بالسلفية!"- ما هي إلا مجموعة مِن الأفراد مِن مدينة المنصورة المنتمين للمنهج القطبي الصدامي؛ لم ينجحوا في إيجاد عمل دعوي أو سياسي مستقر الأركان، ولم يستطيعوا حتى الانتشار في محيطهم السكني؛ لنفور الناس مِن أفكارهم التي يَغلب عليها الاستعلاء والطعن في جميع الدعاة!
ولكي تدرك حجم تلك "الجبهة!": فإنه باعتقال السلطات لـ"محمد جلال القصاص" و"أحمد مولانا" تكون قد اعتقلت ثلث الجماعة, بينما -فيما يبدو- قد استعد الثلثان الباقيان للثورة الإسلامية بمغادرة البلاد؛ وإلا فليدلني أحد على فاعلية قامتْ بها الجبهة "القطبية"؟!

دلوني على عمل جماهيري سواء كان دعويًّا أو سياسيًّا قامتْ به هذه "الجبهة!" منذ نشأتها؟!

فأفراد "الجبهة القطبية" لهم السبق في الطعن في العلماء والدعاة والجرأة عليهم, فيوزعون عبارات العمالة والخيانة والنفاق على معظم الرموز الإسلامية بمنتهى "السخاء!" كوجبة أساسية ومستمرة على موائدهم نفـَّرت منهم القريب والبعيد.
- والجبهة "القطبية" تسمتْ بهذا الاسم بعد الثورة مباشرة؛ رغبة في تجميع السلفيين الذين تعتبرهم مجموعة مِن "الدراويش" فاقدي الأهلية يحتاجون إلى مَن يقودهم!
ورغم فشلها في تجميع السلفيين تحت تلك العبارة "الكاذبة"؛ إلا أنها ظلت محتفظة بهذا الاسم وهذا "القناع"؛ رغبة منها في إرباك المشهد، والاستفادة مِن الرصيد الجيد لاسم "السلفية" عند عموم الشعب، وللهروب من المردود السيئ لمسمى "القطبية", وحلم قيادة التيار الإسلامي يداعب مخيلة أفراد "الجبهة" منذ نشأتها، ويبدو أنها مصرة على تأويل هذا الحلم "ولو بقيادة التيار الإسلامي نحو الهاوية!".

إذن لماذا تتخفى جماعة الإخوان المسلمين في مظاهراتها القادمة خلف ستار السلفية؟!
- تتخفى جماعة الإخوان المسلمين خلف ستار السلفية: لعلمها بانفضاض الناس مِن حولها، ومن حول فكرة الشرعية "المزعومة"؛ فالمظاهرات التي يحضرها الآلاف تحولت لمسيرات يحضرها بضع مئات، ثم وقفات لبعض الأفراد قليلي العدد يخفون وجوههم باليفط واللوحات؛ حتى لا يتم رصدهم, فتريد الجماعة أن تستخدم مسمى جديدًا تتخفى خلفه لعله ينطلي على "السذج"، فيعود الزخم لمظاهراتهم مرة أخرى.
- تتخفى جماعة الإخوان المسلمين خلف ستار السلفية: لأنها تخاطب ذلك الشباب المحبط الذي يشعر بخيبة الأمل بعد ما تحطمت آماله "التي علا سقفها بعد 25 يناير", والذي يرى أن "جماعة الإخوان" سبب أصيل في ضياع هذا الحلم؛ لذلك رفعت شعار "السلفية"، وشعار "الثورة الإسلامية"؛ لتفتح طريقًا لذلك الشباب المحبط نحو الخلاص مِن ذلك الواقع المؤلم بطلب الموت والانتحار؛ لتتفاوض هي على دمه -بعد ذلك- بعد أن أوهمته أنه خرج مِن أجل الشريعة!

ولا أدري: ماذا قدَّم الإخوان للشريعة وهم في سدة الحكم؟!
ألم يكن أولى بمن يُخدَعون بشعار "الثورة الإسلامية!" الآن أن كانوا قاموا بها إبان حكم الإخوان حينما وقف "عصام العريان" في مجلس الشعب رافضًا عرض القوانين على "الأزهر"؛ لأن الشعب مصدر السلطات، ولا يشرِّع في مصر إلا مجلس واحد "وهو مجلس الشورى"؟!
- تتخفى جماعة الإخوان المسلمين خلف ستار السلفية: لـ"تشويه السلفية" والتخلص منها؛ فإن أكثر ما يؤلم قيادات جماعة الإخوان "الفاشلة" هو تبدل المقاعد بينها وبين "الدعوة السلفية"، فبعد أن كانت تسوِّق الجماعة لنفسها بالاعتدال في الداخل والخارج، وتخوِّف الجميع أيضًا في الداخل والخارج بأولئك المتطرفين مِن السلفيين الذين لا يستطيعون التعايش مع الآخر؛ قلبتِ الأحداثُ الأمورَ رأسًا على عقب!

فها هم "السلفيون" يجلسون في مقعد الاعتدال بعد تجارب عملية قاسية محافظين على دعوتهم ودولتهم ومقدراتها, بينما حجز الإخوان مقعدًا مميزًا في صفوف التطرف الفكري، وممارسة العنف ضد كل مَن يخالِف أفكارهم؛ فكفروا كل مَن خالفهم سياسيًّا، وحاصروا بيوت مخالفيهم! وحرقوا ما نالته أيديهم مِن ممتلكات الشعب؛ ففقدوا ثقة الشعب في كونهم جماعة إصلاحية بعد فقد الثقة في كونهم قادرين على إدارة شئون البلاد.

لذلك تسعى تلك القيادة لمحاولة استرداد الصورة الذهنية السابقة، وإيهام الجميع مرة أخرى بأن السلفية تعني التطرف والتشدد والتخريب؛ ليطرحوا أنفسهم بعد ذلك كممثل معتدل ووسطي للإسلام, أو -على أقل الأحوال- أن تتساوى خسارة الجميع!

ما دلالات "مظاهرات 28 نوفمبر"؟!
- إصرار الإخوان على خيار "إسقاط الدولة":
كنت أعتقد أن قمة الفشل الذي يمكن لجماعة أن تمر به هو: "أن تُبتلَى بقيادة تسيء إدارتها، وتنهكها بغير فائدة"؛ فقد تسلمتِ القيادةُ الحالية لجماعة الإخوان المسلمين الجماعةَ موفورة العافية، قوية التنظيم، هائلة الموارد، وأهم مِن ذلك كله: محبوبة من الشعب, والآن... ها هي الجماعة قد خسرتْ كل شيء تقريبًا، وأكبر خسارتها هي خسارة بيئتها الحاضنة، والشريحة المحبَّة لها من الشعب - ولكن تبيَّن لي أن هناك ما هو أشد مِن ذلك فشلاً، وهو: "الاستمرار في الفشل!".
فبعد أن تبيَّن لهذه "القيادة الفاشلة" النتائج السلبية الرهيبة لسياسة السعي لهدم الدولة وتقويض مؤسساتها؛ تُبرهِن "مظاهرات 28 نوفمبر" على إصرار الجماعة على نفس السياسة، والدخول مع الدولة في نفس المعادلة الصفرية؛ وكأن "القيادة الحالة" لم تكتفِ بفقد الجماعة لرصيدها في قلوب المصريين، فتريد أن تزيد مِن رصيد الكره والعداء لها في قلوبهم؛ فأي فشل بعد ذلك الفشل؟!

- غياب صوت العقل داخل الجماعة:
مِن دلالات "مظاهرات 28 فبراير": غياب الصوت العاقل داخل جماعة الإخوان المسلمين أو هزاله وضعفه الشديد؛ فهل سمع أحدكم صداه؟!
حاول د."راغب السرجاني" ذلك؛ فلم يجد ناصرًا أو مساعدًا، بل اُتهم بالخيانة وغيرها مِن التهم المُعلبة والجاهزة، ولم يجدوا أدني حرج في الانتقال بوصفه نحو "سفيهنا وابن سفيهنا!".

- إصرار الغرب على تقسيم ما تبقى من الدول العربية:
- مِن دلالات "مظاهرات 28 نوفمبر": تصميم "الرجل الأبيض" على أن تَلحق مصر بشقيقاتها من الدول العربية، ودخولها دوامة الاحتراب الأهلي, وللأسف فجماعة الإخوان هي "رأس الحربة" الآن نحو هذا المستقبل المظلم الذي يراد لمصر عن قصد أو بدونه.
غير أنه يبدو أن "ارتداء الأقنعة" غير قاصر على جماعة الإخوان المسلمين؛ فقد سارعت كثير من "وسائل الإعلام" الترويج بأن المسئول عن "مظاهرات 28 فبراير" هم السلفيون! وارتدى هؤلاء الإعلاميون "قناع الخائف" على مصلحة الوطن, وخلف القناع تجد "مسوخًا" تلهث خلف منافسات انتخابية رخيصة وغير شريفة، ومصالح ضيقة، ورجال أعمال "كالخفافيش"؛ نشأوا في ظلام الفساد، وعاشوا على مص دماء الشعب؛ يخشون أن يخرج مِن بين الشعب مَن يطالب بالإصلاح، وكشف الفاسدين وتطهير البلاد، ورغبة محمومة في التخلص من "حزب النور" -والسلفيين عمومًا- على أبواب الاستحقاق الانتخابي القادم.
- والعجيب أن بعض رجال الأعمال "ممن يملكون المليارات ويشتهرون بالعداء الشديد للتيار الإسلامي" يرتدي قناع الليبرالية، ويكرر في قناته أن ما بها هو رأي حر ورأي ليبرالي، ورأي تنويري، ثم تجد جلّ همِّ القناة هو الدعوة لحل "حزب النور"، وإقصاء الإسلاميين تمامًا من المشهد!
- والأعجب مِن ذلك هو: استغلاله لبعض الإعلاميين الذين يرتدون قناع "الرفقاء اليساريين" الذين صدعونا بالكلام عن جموع الشعب الكادح، وخطر الإمبريالية العالمية، ثم هم يرتمون في أحضان "غيلان الرأسمالية"، ويتمرغون في فتات الإقطاعيين الجدد! (يبدو أننا في حفلةٍ تنكُّريَّة كبيرة!).
- أتوقع في الأيام القليلة القادمة محاولات مستميتة لزعزعة الأوضاع في مصر: وقد بدأت إرهاصاتها بدعوات "إخوان المهجر" لترك السلمية في المظاهرات "وكأنها كانت سلمية!"، فقد رددوا بالأمس القريب أن ما دون الرصاص فهو سلمي؛ فهل نسمع في الغد أن ما دون "الآر بي جي" فهو سلمي؟! خاصة وأن مظاهرات الإخوان الآن تهتف باسم "داعش!".

ولكن يبقي لنا أمل في "أصحاب الوجه الحقيقي" في بلادنا الحبيبة...
أولئك الذين لا يرتدون "أقنعة الزيف والخديعة"....
أولئك الذين "لم يتلونوا ويتبدلوا" مِن كل شرائح وطوائف المجتمع: أن يتوحدوا ويأخذوا على أيدي مَن يريد الخراب لتلك البلاد؛ سواء مَن يريد هدم الدولة أو مَن يريد مص دمائها.
- وإلى القائمين على شئون البلاد أقول: إن أخطر ما يهدد البلاد ليس عدوها الخارجي، وليس حتى "غباء" قيادات الإخوان المسلمين...
- إن أخطر ما يهدد البلاد: حالة الإحباط التي تنتاب الشباب؛ بسبب هذه "الحفنة" مِن اليساريين الذين ينهشون في ثوابت دينهم في وسائل الإعلام، وبسبب تقصير "وزارة الأوقاف" في دورها، وتفرغها لتتبع الدعاة المصلحين والتضييق عليهم! وبسبب بعض الممارسات الأمنية التي تنال بعض الأبرياء؛ فتسبب حالة مِن الاحتقان عند ذويهم، وتجعلهم عُرضة لمن يتلقفهم؛ ليكونوا وقودًا جديدًا لنار يُراد لها ألا تنطفئ، وما الدعوات لرفع "المصاحف" في مظاهرات "28 نوفمبر" ببعيدة عن هذا!
فلن تستقر البلاد إلا بوجود شريحة كبيرة ترغب في الاستقرار، وتسعى لتزداد يومًا بعد يوم...
ستستقر هذه البلاد حينما نفتح للشباب طريق الأمل والطموح في حياة كريمة، يرى فيها حمى دينه بعيدة المنال، وهو محفوظ الكرامة، مفتوح أمامه الطريق ليساهِم في بناء بلده، ويشعر فيه بالدفء والعدل والمساواة.
اللهم احفظ مصر وشعبها من كل سوء.
كتبه الشيخ غريب أبو الحسن نائب رئيس حزب النور لشئون العضوية 

==================






ذكرت مصادر مقربة من الدكتور راغب السرجاني، أن السرجاني لا يرحب بالاستجابة إلى تظاهرات يوم 28 نوفمبر الجاري، والتي دعت إليها الجبهة السلفية، تحت ما يسمى بـ "انتفاضة الشباب المسلم".وبحسب المصادر...
FATH-NEWS.COM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق