الاثنين، 30 ديسمبر 2019

إذا إبتلى القلب بالخديعة والمكر والدهاء

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله :

"قال بعض أهل العلم : إذا إتصف القلب بالمكر و الخديعة و الفسق ، و انصبغ بذلك صبغة تامة ، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة و الخنازير و غيرهما ، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه ، حتى يبدو على صفحات وجهه بُدُوّا خفيا ، ثم يقوى و يتزايد ، حتى يصير ظاهرا على الوجه ، ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة !
و من له فراسة تامة يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تَخَلَّقُوا بأخلاقها في الباطن ،
 *فَقَلَّ أن ترى محتالا مكارا مخادعا ختارا إلا و على وجهه مسخة قرد!!*

 *و قَلَّ أن ترى رافضيا إلا و على وجهه مسخة خنزير !!* 

 *و قَلَّ أن ترى شرها نهما نفسه نفس كلبية ، إلا و على وجهه مسخة كلب* *!!*

 فالظاهر مرتبط بالباطن أَتَم ارتباط ؛ فإذا إستحكمت الصفات المذمومة في النفس ، قويت على قلب الصورة الظاهرة .
و لهذا خَوَّفَ النبي - صلى الله عليه و سلم - من سابق الإمام في الصلاة ، بأن يجعل الله صورته صورة حمار ؛ لمشابهته للحمار في الباطن ، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته و بطلان أجره ، فإنه لا يسَلّم قبله ، فهو شبيه بالحمار في البلادة و عدم الفطنة".

📚 إغاثة اللهفان (476،477/1)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق