الاثنين، 30 ديسمبر 2019

من درر ابن القيم رحمه الله تعالى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  :

" و هذا الحسن و الجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه ؛ و القبح و الشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما تقدم ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة و الأعمال الفاسدة فكلما كثر البر و التقوى قوى الحسن و الجمال و كلما قوى الإثم و العدوان قوى القبح و الشين حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن و قبح فكم ممن لم تكن صورته حسنة و لكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله و بهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته *و لهذا ظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت*
 فنرى وجوه أهل السنة و الطاعة كلما كبروا ازداد حسنها و بهاؤها حتى يكون أحدهم في كبره أحسن و أجمل منه في صغره
و نجد وجوه أهل البدعة و المعصية كلما كبروا عظم قبحها و شينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها و هذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته و فجوره مثل *الرافضة* و أهل المظالم و الفواحش من الترك و نحوهم ؛
 *فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه و عظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير و ربما مسخ خنزيرا و قردا كما قد تواتر ذلك عنهم*
و نجد المردان من الترك و نحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة ثم إن الذين يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوها حتى إن الصنف الذي يكثر ذلك فيهم من الترك و نحوهم يكون أحدهم أحسن الناس صورة في صغره و أقبح الناس صورة في كبره و ليس سبب ذلك أمرا يعود إلى طبيعة الجسم بل العادة المستقيمة تناسب الأمر في ذلك بل سببه ما يغلب على أحدهم من الفاحشة و الظلم فيكون مخنثا و لوطيا و ظالما و عونا للظلمة فيكسوه ذلك قبح الوجه و شينه
و من هذا أن الذين قوي فيهم العدوان مسخهم الله قردة و خنازير من الأمم المتقدمة و قد ثبت في الصحيح أنه سيكون في هذه الأمة أيضا من يمسخ قردة و خنازير فإن العقوبات و المثوبات من جنس السيئات و الحسنات ".

📚 الإستقامة (1 / 364 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق